في الوقت الذي يبقى فيه الفضاء الازرق مجالا للتواصل و التعارف و تبادل الخبرات لما يحتويه من تسهيلات لتقريب ابعد النقاط و تبسيط الحوار بين الافراد مهما بعدت المسافات تسعى النفوس الخبيثة و اصحاب الحسابات الضيقة الى استغلال هذا العالم الجميل في دس سمومها من خلال محاولة السيطرة على عقول الشباب من اجل تحريضهم على اقتراف افعال تصب في مصلحتهم الخسيسة مستغلين في ذات الوقت ما يعيشه الشباب من فراغ في حياته الواقعية، وما يعرفه من مشاكل اجتماعية واقتصادية تحول بينه وبين الاندماج في الحياة وتحقيق الذات. فيكون العالم الافتراضي في شبكة الإنترنت الملاذ من هذه المشاكل، والمجال الرحب لتحقيق الذات وإثباتها من خلال المشاركة وإبداء الرأي والحوار، أو التمكن من التقنيات والإبداع فيها، والتعويض عمّا يفتقده في محيطه المحلّي والواقعي.لكن شهدت المواقع الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة، وعلى ضوء الأحداث المؤسفة التي ألمّت بالملاعب الجزائرية ، الكثير من الظواهر الغريبة على المجتمع ، والتي لم يسبق ان شهدها من قبل. وإحدى أبرز تلك الظواهر، هي ظاهرة العنف في الملاعب ، والذي تجلّى في صورة خطابات تحشيد وتأليب لم تخلوا من التأليب والتحريض على العنف، كما أن الكثير من الخطابات تلك ترجمت في صورة مظاهر عنف بين رجال حفظ الأمن ومثيري الشغب. و في هذا الاطار كانت لنا دردشة مع اللاعب الدولي هشام بلقروي الذي قال :"بلا شكّ فإن أحداً لا ينكر الفوائد والايجابيات التي دشنتها تلك الوسائط، إلاّ إنها يجب ان تخضع لإجراءات رقابية قانونية صارمة تضمن ألا تستخدم من أجل التحريض على ارتكاب جرائم، أو أعمال تهدد النسيج الاجتماعي الوطني، وخصوصا في أوقات المباريات" . قبل ان يضيف :"على الجهات الوصية ضبط الانفلاتات الكبيرة الحاصلة في العالم الافتراضي الإلكتروني، فإن الكثير منهم يطالبون بأن تضطلع الدولة في المقام الأوّل، ومؤسسات المجتمع المدني في المقام الثاني بمسؤولياتها في هذا الإطار. فأغلب مستخدمي تلك الوسائط التكنولوجية التفاعلية الحديثة هم من فئة الشباب، وهذا يعني أن أغلب مستخدمي تلك الوسائل يعوزهم النضج والثقافة الكافية، ويعوزهم الاتزان والوسطية، وتسيطر عليهم الحالة الانفعالية والاستجابة لأية دعوات تنحوا لهذا المنحى، وهو ما يتطلّب برامج مكثّفة على صعيد الاهتمام بهذه الشريحة".و للاشارة يبقى ابن حي اسامة هو الاخر من بين الضحايا الذين تعرضوا لمضايقات عديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الاشهر الماضية و الذي دفع به الامر الى درجة عدم الولوج الى حسابه الالكتروني بسبب ما اعتبره محدثنا اهانة في حقه طالبا من النشطاء على صفحات الفايسبوك بضرورة التعقل و تغليب الحكمة و استغلال الفضاء الازرق في الامور الايجابية.