نظم قسم علوم الإعلام والاتصال لجامعة مستغانم أول أمس بالتنسيق مع مخبر الدراسات الإعلامية و الاتصالية ندوة وطنية موسومة "الصحافة الساخرة في الوطن العربي " افتتح اللقاء رئيس القسم ، الدكتور العربي بوعمامة الذي تطرق إلى أهمية الموضوع في الإعلام المكتوب والتفاعلي حيث ذكر بأنها عرفت حضورا كبيرا في المشهد الإعلامي بداية من نهايات القرن التاسع عشر مما جعلها نموذجا رياديا في المجال في الوطن العربي رفقة لبنان، لتأتي الجزائر كبلد مغاربي عاش الصحافة مبكرا عن طريق الاحتلال الفرنسي، فيما عرف الصحافة الساخرة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. حيث يتطلب هذا النوع من الكتابة الصحفية مناخا سياسيا ملائما يفسح مجالا كبيرا للحرية وحرية إبداء الرأي وتقبل الرأي الأخر.مضيفا أن الصحافة الساخرة تحتاج أيضا إلى درجة من التمكن في الكتابة وفنيات التلاعب بالحرف والكلمات والدلالات والإيحاءات والإحالات السيميائية ، لإعطائها الذوق الجمالي لتصل إلى مهارات التعبير عن الفكرة وهي مؤهلات لا تتوفر عند كل صحفي أو كاتب ساخر مما ضيق – حسبه - من فضاءات اهتمام الإعلاميين بالتوجه إلى هذا النوع من التواصل أو الاتصال الإعلامي وجعل المهتمين بالكتابة في المجال قلة بالمقارنة مع الأنماط الصحفية الأخرى .و أشار إلى أن الكتابة الصحفية بطريقة ساخرة تعد "فنا"، يعتمد على الملكة والمعرفة،" لهذا، فهي ليست في متناول الجميع، إذ هي على رغم طابعها الهزلي، إلا أنها تتصف بدرجة كبيرة من الجدية و الفطنة و الإيحاء و الرمزي الدلالي عبر التألق الفكري الصياغة اللغوية وهي مواصفات قد لا تجتمع كاملة في كل الإعلاميين" . في سياق ذي صلة ، تطرق الباحثون إلى عوامل تراجع الإنتاج الإعلامي في هذا النوع الصحفي الذي باعتقاد بعض المتتبعين أنه غير جاذب للإعلان وبالتالي فهو لا يقدم الإضافة التجارية التي تحتاجها الوسيلة الإعلامية لضمان بقائها وهكذا فقد ألقى العامل التجاري بظلاله في صد سبيل نضوب الكتابة الصحفية الساخرة رغم كون السخرية أحد أهم أساليب النقد و القبول عند الجمهور. و اجمع المشاركون في الندوة إن هذه العوامل قد تكون وراء تراجع الصحافة الساخرة في الوطن .