أكد الروائي، كمال قرور، أن الضجة المثارة مؤخرا حول سطو الكاتب الكبير، واسيني الأعرج، على أجزاء من “سيد الخراب” في عمله الروائي الأخير، لا تهمه كثيرا، ولن يرد على أسئلة الصحافة بشأنها رغم محاولات واسيني المستمرة لتشجيعه على الأمر. قال قرور، خلال الجلسة التي جمعته بالإعلاميين، في فضاء “صدى الأقلام” بالمسرح الوطني “محيي الدين بشطارزي” أنه يفضل ترك اكتشاف حقيقة الأمر للأيام المقبلة وما ستحمله في طياتها من جديد للروائي الأعرج، مشيرا إلى أن مجرد الحديث عن استعارة هذا الاسم الكبير من أعماله والاعتماد عليها في كتاباته فخر يتشرف به. كما أبدى الروائي كمال قرور، رضاه عن إعادة طبع روايته “سيد الخراب” بالمشرق العربي، الأمر الذي تمناه منذ إصدارها العام 2010 الماضي، وكشف المتحدث عن ترشيحها إحدى الجوائز العربية التي لم يفصح عنها، ذاكرا بأنه ضد تقديم أعماله لمثل هذه التظاهرات غير أن بعض المقربين ألحوا في دفعه نحو إرسال عمله الروائي الأخير. وتستعرض رواية “سيد الخراب” ذات الطابع السياسي الاجتماعي، أحداثا عاشها كاتبها، وأخرى تحكي بعض الأحداث الراهنة بالعالم والجزائر على وجه الخصوص، من خلال تطرقه للربيع العربي، وخروج العرب من نفق الدكتاتوريات وفق مناقشة تحليلية لواقع الدول ذات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، واعتمد الكاتب في روايته المازجة بين الذاتية والموضوعية على الخيال والأسطورة واللغة الفنية بنوع من السخرية، والسبب وراء استعماله هذا الأسلوب كان تفاديا للرقيب وتجنبا للوقوع في مشاكل سياسية لأن الطريقة المباشرة أدت إلى سجنه جراء كتابة أحد المقالات لتتصف كتاباته بعد هذه التجربة بنوع من التحفظ أو كما قال “بالجبن” بدليل أنه لجأ لتغيير العنوان من “جمهورية الخراب” إلى “سيد الخراب”. قرور الذي يحضر رواية ستحمل عنوان “ديجيتال” فضّل تأجيلها حتى تأخذ “سيد الخراب” نصيبها من الرواج والقراءة والتحليل، قال إنّه حاول الاتجاه إلى السرد العاطفي الذي لا يخلو من المواقف والمعالجات السياسية، معتبرا إياه نوع من المتعة قبل أن يكون فكرة وهو مختلف عن التحليل العلمي حيث يعطي للقارئ نوعا من الإيحاء يأتي تأثيره لطيفا غير صادم, أما فيما يخص استعماله للخرافة فيعود من وجهة نظره إلى تفاعل المجتمع معها وتقبلها وكذا رسوخها في ذهنه أكرمن الأمور البسيطة. من جهة أخرى يجد الكاتب أن لغة الرواية أمر عويص خاصة إذا ما تأثر المؤلف مثله بالكتابة الصحفية واللغة الساخرة، حيث قال أنه كثيرا ما تتبادر إلى ذهنه أفكار يعجز عن ترجمتها على الورق رغم تمكّنه من اللغة، كما تتحكم الرغبة الذاتية في النص في كثير من الأحيان.