لقد كان توقيف إطلاق النار في يوم التاسع عشر مارس 1962 انتصارا عظيما للشعب الجزائري وثورته المجيدة ونهاية لمأساة دامت 132سنة واسترجاعا للسيدة الوطنية والدولة الجزائرية والقضاء النهائي على خرافة الجزائر الفرنسية التي يتنعم بخيراتها المعمرون على حساب أبنائها المحرومين من ابسط الحقوق ويرزحون تحت نير الظلم والقهر على ايدي الاحتلال الفرنسي وأعوانه من الحركى والخونة حتى جاءت ثورة أول نوفمبر وهب المجاهدون يحملون السلاح ويخوضون المعارك ضد الجيش الفرنسي المدجج بالسلاح والعتاد والمدعوم بقوات الحلف الأطلسي واستطاعوا كسر شوكته والحقا الهزائم المرة به وفشلت كل محاولات فرنسا في إيقاف الثورة التي اشتدت وعمت كل مناطق الوطن وامتد لهيبها الى فرنسا نفسها كما اكتسبت الثورة تأييد الكثير من الدول والشعب وحققت انتصارات سياسية كبيرة في الأممالمتحدة ورغم البطش والقتل والتعذيب والاعتقال والمحتشدات والدعاية الكاذبة والاغراء بالمشاريع الاقتصادية وسلم السجعان ومحاولة تقسيم الشعب والبلاد وتسليح المعمرين لكن الثورة استمرت مشتعلة فاضطرت فرنسا للتفاوض مع الحكومة المؤقتة وجبهة التحرير الوطني في مولان ثم في ايفيان التي تم فيها اتفاقيات إيفيان في 18مارس1962 حيث أجبرت فرنسا على الاعتراف بتقرير المصير واستقلال الجزائر الذي تقرر ان يكون في الخامس جويلية 1962ردا على الاحتلال الفرنسي الذي تم في نفس اليوم من سنة1830 فيوم لنا ويوم علينا وظل التاسع عشر مارس منسيا لسنوات ونسينا ( عام سيسلفو) أي عام توقيف اطلاق النار حتى اعيد له الاعتبار فسمي عيد النصر وفي شهر الشهداء وبعد مرور 56سنة كاملة وجدنا من يطعن في رموز ثورتنا التي تسلل اليها الكثير من الادعياء والمزورين في غياب المجاهدين الاحرار والشهداء الابرار واستغلال ثورة شعب كامل ضحى ب1.5ملين من خيرة أبنائه ليعش حرا كريما يعتز بثورته وتاريخه الذي يحاول البعض تشويهه بشتى الوسائل والطرق بالتشكيك والكذب مستغلين اجيلا من الشباب الذين ولدوا في زمن الحرية ولم يعشوا احداث الثورة ولم يعرفوا قيمة النصر الذي تحقق في عيد النصر.