احتضن المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران يومي 23 و 24 مارس الحالي، فعاليات الأيام الربيعية للموسيقى الأندلسية، التي أسدل الستار عليها سهرة أمس الأول، بحفل مميز استقطب العائلات و هواة و عشاق هذا الفن الأصيل و الجميل، أحيته كل من فرقة الجمعية الموسيقية و الثقافية "مقام" القادمة من مدينة الجسور المعلقة قسنطينة، التي تألقت في تقديم أغان رائعة في طابع المالوف، من خلال رحلة حالمة في عوالم هذا التراث الموسيقي العريق، الذي كان و لا يزال يحظى بقاعدة جماهرية معتبرة، و كذا فرقة جمعية "رحيق الأندلس" من وهران، المنظمة لهذا المهرجان الفني، بالتعاون مع المسرح الجهوي عبد القادر علولة، و مديرية الثقافة لوهران، حيث أمتعت بدورها الجمهور الذي حضر بكثافة، رغم الرياح القوية و سوء الأحوال الجوية، التي شهدتها عاصمة الغرب الجزائري خلال اليومين الماضيين، بأجمل الوصلات الموسيقية و القصائد التراثية، في الطابع الأندلسي الأصيل، الضاربة جذوره في أعماق التاريخ، تمكنت من خلق أجواء عائلية دافئة و جد مميزة. وقد تميزت الدورة الثانية لهذه التظاهرة الثقافية أيضا، بمشاركة العديد من الجمعيات و الفرق الموسيقية، المتخصصة في فن الصنعة و التراث الأندلسي الأصيل، التي استقطبت العائلات بكثرة، على غرار مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي، التي سجلت حضورها في هذه الأيام، من خلال مشاركة جمعية "قرطبة" القادمة من الجزائر العاصمة، التي أحيت حفل الإفتتاح، إلى جانب كل من جمعية "المطربية" من عاصمة الزيبان بسكرة، و كذا طلبة مدرسة "رحيق الأندلس"، التي أكدت مرة ثانية على نجاحها في تنظيم هذه الأيام، و على مواصلة نشاطها الفني، الذي لم ينقطع على مدار أزيد من ثلاثة عقود من الزمن، و أثبتت حرصها الشديد في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، من خلال تكوين و تدريس أصول و قواعد الموسقى الأندلسية.