انطلقت أمس الأحد بوهران، فعاليات ربيع العود، المنظم من قبل مديرية الثقافة، من 22 إلى 25 أبريل الجاري، و قد تميز حفل الإفتتاح الذي احتضنه المسرح الجهوي عبد القادر علولة، بمشاركة نخبة من ألمع عازفي العود على المستوى الوطني، على غرار أحمد خمبلوشي من تيندوف، المتوج بجائزتين لأحسن عازف على آلة العود في المسابقة الوطنية المنظمة بعاصمة الساوورة بشار، و كذا عباس بوراس من قسنطينة و عبد الوهاب بوغرادة من تمنراست و سفيان تاقزوت من تيزي وزو، في حين تمثلت المشاركة المحلية في هذه التظاهرة الثقافية، في العزفين جمال بن دحمة و عمر رفاس من وهران. تألق عازفو العود المشاركون في ربيع العود بوهران، في تقديم وصلات موسيقية رائعة، في أمسية متميزة كانت طربية بامتياز، سافر من خلالها الجمهور الغفير الذي حضر هذا الحفل، إلى الزمن الجميل و استمتع بكل المقطوعات الموسيقى الراقية، التي تفنن كل عازف على حدة في تقديمها، حيث أبهروا الجميع بمدى اتقانهم مداعبة أوتار هذه الآلة الجميلة، التي ترمز إلى أصالة و عراقة الموسيقى العربية. يحرص المنظمون من وراء تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، المندرجة في إطار الإحتفال بشهر التراث، على تحقيق جملة من الأهداف الأساسية، التي تتلخص في مجملها في مدى أهمية إحياء التراث الموسيقي الجزائري و تثمينه، و ضرورة العمل على إثرائه و عصرنته، و تكثيف الجهود لوضع حد للسطو و التحريف الذي يتعرض له تراثنا اللامادي، و السهر على إعادته إلى مكانته الأصلية، من خلال تدوينه و توثيقه و تصنيفه بطرق علمية و أكاديمية من قبل أهل الإختصاص، و كذا الحرص كل الحرص على الترويج له، كهوية وطنية و موروث ثقافي أصيل، قائم بذاته. من جهة أخرى ستشهد أيام العود هذه، عدة نشاطات فنية، منها إحياء سهرات موسيقية مكرسة للعزف على آلة العود، و كذا تنظيم ورشات فنية بالمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي "بلاوي الهواري"، يساهم في تنشيطها عدد من الموسيقيين و العازفين المشاركين، و ورشة أخرى مخصصة لصناعة العود، يشرف عليها ترسان عبد القادر من الجزائر العاصمة.