عندما تقوم شخصيات فرنسية كبيرة لها نفوذ قوي بإمضاء لائحة تطالب فيها بحذف آيات من القرءان الكريم بدعوى أنها معادية للسامية فالمسالة تتخطى كل الحدود وتؤكد أن الإسلام هو المستهدف وإبعاد الناس عنه ومواصلة الحرب ضد أتباعه والتي بدأت منذ ألف سنة من خلال الحملات الصليبية وسقوط الأندلس ثم الاستعمار المباشر وتقسيم العالم العربي والإسلامي عبر دويلات ضعيفة معادية لبعضها البعض وإحاطتها بالحدود المصطنعة والحواجز وفرض لغات المحتلين وعاداتهم وثقافتهم عليها وإبعاد الشعوب العربية والإسلامية عن حضارتها وعقيدتها تدريجيا تحت شعارات زائفة مثل التقدم والتطور والحداثة والعصرنة وتكوين نخب مستغربة للقيام بمهمة التحويل واستكمال المشاريع الاستعمارية. ويبدو أننا دخلنا في مرحلة خطيرة تهدد كياننا ووجودنا بدأت ملامحها مع سقوط الاتحاد السوفيتي وانفراد الولاياتالمتحدة بزعامة العالم كقطب وحيد حيث أصدر الأمريكي صموئيل هنتغتون كتابه صراع الحضارات الذي توقع فيه أن حرب القرن الحالي (القرن21) هي حرب الحضارات وصنف الحضارة الإسلامية عدوا للحضارة الغربية. وجاءت أحداث 11 سبتمبر 2001 التي ألقت بكل ثقلها على العرب والمسلمين من خلال الحرب على الإرهاب وما نتج عنها من تدخلات دولية في شؤون المنطقة عسكريا وسياسيا ومست القوانين المنظمة للدولة والمجتمع مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحرية وشن حملة على الشريعة السلامية وارتفعت الأصوات في الداخل والخارج مطالبة بالتخلص من كل نظم وأحكام الإسلام وجرى التدخل حتى في برامج ومناهج التعليم لحذف بعض الآيات القرآنية منها وها هي رسالة الشخصيات الفرنسية تذهب ابعد من ذلك مطالبة بحذف آيات قرآنية مدعية انها ضد اليهود الذين شنوا الحروب على العرب واحتلوا فلسطين وأقاموا دولتهم عليها وسلحوها بالرؤوس النووية على أساس وعد ديني مزعوم. إننا نخشى أن يأتي يوم فتنصب لنا محاكم التفتيش مثل أجدادنا في الأندلس ونجبر على تغيير أسمائنا ولغتنا وعقيدتنا إذا استمر وضعنا في التردي.