لم تعد مشكلة عدم القدرة على الإنجاب تقتصر على المرأة فحسب بل اتجهت انعكاسات العقم في السنوات الأخيرة لتمس الرجل بالدرجة الأولى وأصبح حلم الأمومة والأبوة أمرا صعبا للكثير من المتزوجين الذين يعانون من مشكل ضعف الإنجاب حيث يسعى هؤلاء إلى إنجاب طفل يحمل اسم العائلة ويعطي للحياة الأسرية طعما خاصا غير أن البعض منهم يصطدمون بعدم تحقيق ذلك لأسباب مختلفة والشائع عندنا أن المرأة تتحمل سبب ذلك أو الجزء الأكبر منه بحكم العادات والتقاليد التي تنصف الرجل وتجرم المرأة بالمقولة الشهيرة العيب في المرأة وليس في الرجل وفي هذا الصدد يرى الأخصائيون أن مشكلة عدم الإنجاب اجتماعية بالدرجة الأولى وتعود أسبابها إلى الاضطرابات الهرمونية والالتهابات بالنسبة للمرأة والضعف في نسبة الحيوانات المنوية لدى الرجال وهي أسباب مرتبطة حسب أطباء من مصلحة المساعدة على الإنجاب بمسشفى ايسطو بعوامل بيئية ونفسية وحتى طبيعة الأطعمة و المشروبات تؤثر على نمو وحركة الحيوان المنوي أو تتسبب في ضعف الإخصاب عند الرجل لاسيما الأشخاص الذين يتعاطون السجائر أو المخدرات أو الكحول وكشفت تقارير طبية قام بها طاقم طبي محترف بمصلحة المساعدة على الإنجاب بمستشفى أول نوفمبر بوهران أن نسبة العقم عند الزوج ارتفعت إلى الضعف بحوالي 30 بالمائة بعدما لم تكن تتجاوز في السنوات الماضية ال15 بالمائة حسب ما أكده البروفسور بن عمار نصر الدين للجمهورية مرجعا ذلك إلى عدة أسباب أهمها الإرهاق وضعف الحيوانات المنوية أو نقص عددها أو إصابتها بتشوهات تفقدها الحركة والنمو -أزواج من مختلف الولايات يتوافدون يوميا الى مستشفى اول نوفمبر بحثا عن الانجاب وللوقوف على خطورة هذه الظاهرة التي أصبحت تسبب إحراجا للرجل الذي في الغالب يرفض التقرب من الطبيب للعلاج و يتحجج بدون أن يتأكد من سلامته بأن العيب في زوجته رغم ان التحاليل الطبية تتبث قدرتها على الإنجاب مما يستدعي طلب الطبيب فحص الشريك لتحديد الخلل زارت الجمهورية مصلحة المساعدة على الإنجاب بمستشفى أول نوفمبر بايسطو حيث وقفت على الخدمات المقدمة للأزواج االمتوافدين إلى هذه المصلحة التي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين من مختلف الولايات خصوصا وان هذه المصلحة يشرف عليها طاقم طبي يتمتع بخبرة و احترافية مكنته من أن يحظى بمشاركة مميزة في فعاليات المؤتمر العالمي للخصوبة بالنمسا باعتباره الفريق الجزائري الوحيد في هذا الملتقى الدولي ولعل الإقبال الكبير للأزواج على هذا المركز لدليل على نجاعة العلاج وهو ما لا حظناه منذ الوهلة الأولى وبمجرد دخولنا المصلحة حيث وجدنا عدد كبير للأزواج يترقبون دورهم بقاعة الانتظار وعلمنا أنهم هؤلاء قدموا من مختلف مناطق ولايات الوطن من اجل تحقيق حلم الأمومة او الابوة ودفعنا الفضول إلى الحديث مع الفريق الطبي المتكون من البروفسور" مخطري علي "والبروفسور" بن عمار نصرالدين" المكلفان بمساعدة الرجال على تخطى عقبة العقم باستخدام أدوية ومحفزات كيميائية وحتى إرشادات ونصائح طبية وغيرها من الأساليب المستعملة للعلاج لتخطى عقبة العقم -حالات اكتشفت الخلل عند الرجل بعد سنوات من العلاج وخلال زيارتنا إلى مصلحة مساعدة على الإنجاب بالمؤسسة الإستشفائية بأول نوفمبر بايسطو حاولنا التقرب من بعض الحالات التي تتابع العلاج بالمصلحة والتقينا بعدد من الأزواج القادمين من مختلف الولايات الوطن منها السيدة س أ البالغة من العمر 34 وقد جاءت إلى المصلحة بعد مرور عامين من الزواج ليتحقق حلم الأمومة كما أكدت أنها استنفذت جميع الطرق على غرار التداوي بالأعشاب الطبية لكنها لم تنجح أما السيدة "ع ك" القادمة من ولاية عين تموشنت فقد كانت تعتقد أنها تعاني من مشكلة العقم خلال 5 سنوات ولم تشك ولو مرة أن السبب هو إصابة زوجها بمرض يمنعه من الإنجاب واكتشفت تضيف محدثتا هذا الأمر مؤخرا بعدما ترددت إلى الطبيب رفقة شريك حياتها الذي يعاني من انعدام الحيوان المنوي -العقم يلاحق الزوج بعد الإنجاب وقد التقينا أيضا بالسيدة ع ع البالغة من العمر 30 سنة وتعد الزوجة الثانية لرجل لديه أولاد من الزوجة الأولى و التي صرحت أنها قد واجهت صعوبة كبيرة لإقناع زوجها بالتوجه إلى الطبيب لأنه وبصريحة العبارة لديه 3 أطفال من الزوجة الأولى وعند استشارة الطبيب فقد اتضح أن الزوجة تتمتع بكل الإمكانيات الصحية السليمة في حين يعاني الزوج من ضعف في عدد الحيوانات المنوية وقلة حركتها -التلقيح الاصطناعي بالعيادات الخاصة غير مضمون رغم تكلفته التي تتجاوز ال25 مليون سنتيم هذا وقد التقينا أيضا بزوجين قاما بإجراء عملية التلقيح الاصطناعي بأحد المراكز الخاصة بمبلغ قارب 25 مليون سنتيم لكن دون جدوى فحسب السيدة م ح أنها سئمت من تناول الأدوية منذ 7 سنوات دون نتيجة وقد جاءت إلى هذه المصلحة تحمل بصيص الأمل لتحقيق حلم الإنجاب بعدما نجحت إحدى قريباتها في الإنجاب على يد هذا الفريق الطبي بنفس المصلحة الأمر الذي دفعها بالتردد على هذه الأخيرة ومباشرة العلاج من جديد ومن خلال تقربنا من الطاقم الطبي الذي يشرف على العلاج علمنا أن برنامج العمل بهذا المركز يعتمد على أسلوب ممنهج ينطلق من تحديد جلسة طبية مع الزوجين حسب ما أكده لنا البروفسور عمار نصر الدين وذلك لمعرفة السبب الرئيسي للعدم الإنجاب وهي محاولة للإقناع بطريقة ودية لحل المشاكل وتقريب الزوج من زوجته نفسيا لتتواصل الجلسات الطبية أسبوعيا وهذا بتهيئة المحيط الخاص بالزوجين لتليها مراحل العلاج بالأدوية فبعض الحالات التي توافدت إلى مصلحة تأخرت عن الإنجاب منذ 10 سنوات -بعد 10 سنوات يتحقق حلم زوجين بمصلحة المساعدة على الإنجاب وقد تحقق حلم الزوجين بفضل الخدمات المقدمة من قبل مصلحة المساعدة على الإنجاب و أوعز محدثنا أسباب إصابة الرجل بالعقم الى تغيير نمط الحياة والعيش ومن بينها الشعور بالإرهاق بعد المشي لمسافات طويلة أو الجلوس للأكثر من ساعتين هذا زيادة على نوعية الغذاء الذي تنعدم فيه الفيتامينات لتقوية وزيادة عدد الحيوانات المنوية وغيرها من الأسباب منها أيضا تناول السجائر والكحول والمخدرات وغيرها من الموانع التي تعيق عملية التلقيح البويضة بصفة عامة -30حالة جديدة من مختلف الولايات تتوافد يوميا وحسب ما أكده الفريق الطبي اللذان قاما بدراسات طبية في مجال العقم عند الرجل أنه يتوافد يوميا يتوافد على المصلحة ما معدله 20 إلى 30 زوجا محروم من نعمة الأولاد وعند القيام بالتحاليل الطبية يتضح أن المشكل مطروح عند الرجل بسبب انعدام أو نقص الخصوبة والتي أرجعها الفريق الطبي إلى عدد من الأسباب على غرار انعدام أو نقص عدد الحيوانات المنوية أو قلة حركتها أو حيويتها وأحيانا الأمر يتعلق بتشوهات قد تصيب هذه الحيوانات مما يصعب من تلقيح البويضات عند المرأة بالتالي عدم الإنجاب -الجزر و البصل والسردين أطعمة تساعد على علاج مشكل الخصوبة عند الرجل وأشار الطاقم الطبي أن الدراسة الطبية الحديثة اتبثت أن الوجبة الغذائية الصحية المتكونة من الطماطم والسردين والثوم والخص والبصل والجزر قد ترفع من نسبة الخصوبة عند الرجل لتضاف إليها المكسرات التي لا تعتبر عامل أساسي للخصوبة عند الرجل والتي ينصح بتناول منها إلا الفول السوداني "الكاكاو" وقد صرح ذات المتحدث أن أسباب العقم عند الزوجين تعود عامة وبنسبة كبيرة إلى الرجل لنقص الخصوبة نتيجة للأسباب المذكورة أنفا كما أشار أن العقم قد يكون أيضا من الدرجة الثانية على غرار الرجل الذي أنجب عدد من الأطفال لكن في مرحلة ما وفي سن معين توقف عن الإنجاب لسبب معين والتي ذكرت أنفا وحسبه فان العقم قد يكون أيضا عند الرجل الذي أنجب سابقا "عدد من الأطفال " لكن لعامل أو سبب ما انعدمت خصوبته وفي هذا الإطار فان هذا النوع من المرضى يصعب من مهمة الطبيب إذ أن هذا الأخير يتقبل مشكل العقم و أكد ذات المتحدث أنه تم تنظيم حملة واسعة لتوعية الفئة الرجالية بحثهم على ضرورة تناول الغذاء الصحي الابتعاد عن المخدرات والتدخين التي تضعف من القدرة الجنسية مع التقرب في كل 3 أشهر إلى طبيب مختص في هذا النوع من الأمراض باعتبار أن الحيوانات المنوية قد تتجدد في هذه المدة ومن جانب أخر فقد أشار البروفسور شافي أن العقم لا يقتصر على المرأة لكن نسبة كبيرة يشارك فيها الرجل وان الاستشارة الطبية تعتبر ضرورية في معظم الحالات وقد أعطت المصلحة المساعدة على الإنجاب نتائج ايجابية بحكم العدد الكبير للوافدين إليها للإنجاب وتحقيق حلم الأمومة