ككل سنة منذ 5 سنوات حرصت المجموعة الخيرية " كن صديقي" أو "بي فراند" خلال الشهر الفضيل على إعداد مائدة الإفطار على شرف الفقراء والمساكين وعابري السبيل، وهذه السنة تم اختيار الباحة المقابلة للإقامة الجامعية بنون "المتطوع"بجانب جامعة مراد سليم طالب "ايجيامو" بالسانية لتكون مركزا لتقديم الوجبات الساخنة لفائدة 200 شخص . كانت الساعة تشير إلى الساعة السادسة مساء عندما توجهت جريدة الجمهورية أول أمس إلى عين المكان لرصد أجواء الإفطار بمطعم خاص بالوجبات الخفيفة يقع بمحور الدوران وسط حي " سنيتيبار " ، وضعه محسن تحت تصرف المجموعة الخيرية ، وعند بلوغنا باب المحل وجدنا شباب المجموعة يعملون على تقسيم المتطوعين على 3 مجموعات ، الأولى تبقى بالمحل أين يتم طبخ الوجبات ، ومجموعة تعمل على نقل الأشخاص والمواد من المحل إلى مكان الإفطار " بايجيامو " ومجموعة تتوجه لباحة الإقامة من أجل التحضير للإفطار من خلال تفريغ الساحة من السيارات و تنظيف الأرض لوضع الطاولات والكراسي . أما بخصوص الأجواء العائلية التي عشناها رفقة مجموعة "كن صديقي " التي عكست مظاهر الفعل التطوعي الخيري بين الشباب والبنات المتطوعين والتعاون فيما بينهم ، فكانت هناك فتاتين تقومان بإعداد السلطة وأخرى تقوم بمساعدة السيد "حبيب" الطباخ الذي كان واقفا عند المواقد ، حارصا على أن تكون وجباته لذيذة ومطهوة جيدا، وفي خلفية المحل شابان يقومان بغسل الأواني التي سبق أن استعملت في طهي الإفطار ، أما " أمين شايلة " رئيس المجموعة كان دوره مقتصرا على جلب وشراء المواد الاستهلاكية وتوفير لوازم المطبخ التي يتم اقتناء أغلبها من أموالهم الخاصة ، وفي الوقت الذي كان فيه الشباب منشغلون بالتحضيرات ،نزل عليهم ضيوف وهم من متطوعي الجمعية الخيرية ، ناس الخير وعدد من مجموعة " صناع البسمة" الذين قدموا من أجل تقديم يد المساعدة في الساعة الأخيرة قبيل وقت الإفطار . ومع اقتراب عقارب الساعة للسابعة والنصف تم تسخين الأطباق وتحضيرها ، ليتم نقلها عبر شاحنة من النوع الكبير إلى مركز الإفطار، وعند الساعة الثامنة إلا ربع توجهنا رفقة الفريق الذي كان يعد وجبة الإفطار إلى باحة إقامة "المتطوع" أين وجدنا كل الطاولات محجوزة 15 دقيقة قبل أن يرفع على مسامعنا آذان المغرب، حيث توزع الصائمون على 25 طاولة ، وبكل طاولة أزيد من 6 أفراد ، كما أن أغلب المتواجدين كانوا طلبة مقيمين بذات مركز الإيواء الجامعي، تركوا المطعم الداخلي وتوجهوا ليجتمعوا على مائدة إفطار "بي فراند" التي اعتادوا عليها ووجدوا حسب تصريحاتهم أنها تذكرهم بلمّة العائلة وكذا الأطباق التي تقدم لهم غنية ولذيذة ومتنوعة . وقد كانت وجبة الإفطار لهذا اليوم عبارة عن الحليب والتمر من أجل شق الإفطار ، طاجين فاصوليا باللحم الغنمي مع بطاطا مقلية كطبق رئيسي، إلى جانب الحريرة بالمرمز والسلطة المشكلة والشكشوكة ، وقدمت لهم معها الشاربات والشامية . انطباعات : بن دلة نور الدين / متطوع : " كن صديقي " عائلتي الثانية أنا طالب جامعي و الدراسة لم تمنعني من العمل التطوعي، فأنا أحبه منذ الصغر ، ومجموعة "كن صديقي" زادت من حبي وعطائي لهذا العمل النبيل ، فأنا أعتبرها عائلتي الثانية . بحري عمار / طالب جامعي من الشلف : " جو عائلي بامتياز " نشكر جزيل الشكر كل القائمين على هذه المجموعة الخيرية وعلى المجهودات الكبيرة التي تقدم من أجل إفطارنا، فهذه المبادرة عوضتنا كثيرا خاصة ونحن بعيدين عن العائلة وخلقت لنا أجواء رمضانية نفتقدها . طوهاري عبد القادر / طالب جامعي من عين الدفلة : " الطالب يحتاج إلى هذه المبادرة " المبادرة كانت في محلها لأن الطالب الجامعي هو الأولى بمثل هذه النشاطات الخيرية خاصة وهو بعيد عن العائلة، ومجموعة "كن صديقي" قامت بدور كبير في خلق أجواء رمضانية فجزاهم الله كل خير . حبيب خليفة / طباخ : " أخذت إجازتي من أجل العمل الخيري" أنا أشتغل كطباخ بمجمع " سوناطراك " بأرزيو، وقد أخذت إجازتي السنوية في هذا الشهر الفضيل من أجل العمل الخيري وتحضير وجبات الإفطار مع مجموعة "بي فراند" ، أنا جد سعيد بهذه التجربة ، والحمد لله رغم درجات الحرارة المرتفعة إلا أنني لا أشعر بالتعب أبدا خاصة مع أجواء المرح التي يخلقها شبابنا . مصطفاوي يحيى / متطوع : " من كان في عون أخيه كان الله في عونه " منذ 5 سنوات و أنا أوفر كل وقتي ومجهودي البدني والمالي للعمل التطوعي، لأنه يهيئنا للجنة فمن كان في عون أخيه كان الله في عونه ، وقد أخذت إجازة من أجل تخصيص كل وقتي للنشاطات الخيرية التي قمنا ببرمجتها خلال هذا الشهر الفضيل .