يعد الإقبال الواسع والتلقائي للشباب على العمل الخيري والتضامني في شهر رمضان تأكيدا على الثقة والأمل اللتين يتوجب وضعهما في هذه الفئة من المجتمع، حسبما أعرب عنه متطوعون شباب بالهلال الأحمر الجزائري بعنابة. فتفاني الشباب والشابات في أداء العمل الخيري بكل انضباط بفرع الهلال الأحمر الجزائري يعكس درجة عالية من النضج والإحساس المبكر بالمسؤولية تجاه المجتمع، وفقا لما صرح به مؤطرين ومسيرين بفرع الهلال الأحمر الجزائري بعنابة وهم يتأهبون للمشاركة في تحضير مائدة الإفطار لعابري السبيل والمحتاجين. وذلك ما يتجلى في سلوكيات شراز و ميلود وهما يتسابقان للتعرف على المهام لليوم العاشر من رمضان، موضحين بأن العمل التطوعي بفرع الهلال الأحمر الجزائري منظم وموزع حسب الاحتياجات اليومية لتحضير وجبات الإفطار واستقبال الصائمين، مشيرين إلى أن هذه الهيئة الإنسانية تبقى مدرسة لتلقين آداب العمل الخيري وتأكيد للذات والإيجابية في المجتمع بالنسبة للمتطوعين الشباب. فالعمل الخيري في رمضان يبدأ بتحضيرات مبكرة، كما أوضح هذان الشابان الجامعيان اللذان يفضلان مهمة التحسيس والاتصال المباشر بالمتبرعين من متعاملين اقتصاديين وتجار وغيرهم من المحسنين لجمع التبرعات تحضيرا للشهر الفضيل. وتظل وجبات الإفطار التي تحضر للصائمين تعكس سخاء المحسنين والتفاني في تحضيرها بأيادي متطوعين نساء ورجالا وشبابا وفي مقدمتهم سيدات اعتدن العمل التطوعي خلال رمضان وأجواء العمل الخيري، حسب ما لوحظ. ويبدأ العمل التطوعي الخيري اليومي من الساعة التاسعة صباحا إلى ما بعد الإفطار، ويتقاسم المتطوعون العمل الخيري اليومي عبر أفواج عمل تتشكل يوميا بحسب الاحتياجات اليومية ليوجه بعضهم للدوريات اليومية لجمع التبرعات، والبعض الآخر لمهام التنظيف وتحضير المطبخ ولوازم وجبات الإفطار، إلى جانب تحضير موائد الإفطار وتوزيع الوجبات. ويحضر المتطوعون يوميا حوالي 250 وجبة إفطار ساخنة تخصص للإفطار بمطعم فرع الهلال الأحمر الجزائري ويوزع جزءا منها في شكل وجبات محمولة، كما يوزع المتطوعون جزءا آخر من وجبات الإفطار على أشخاص بدون مأوى و ذلك بعد ما يتم تحديد أماكن تواجدهم من طرف أبناء الهلال الأحمر الجزائري. وإلى جانب الإفطار في الشهر الفضيل، يمتد العمل الخيري لفرق الهلال الأحمر الجزائري لتحضير لباس العيد وختان أطفال العائلات المحتاجة والمعوزة تحضيرا لاستقبال عيد الفطر، حسب ما تمت الإشارة إليه.