أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير أن ما حققته القوات المسلحة خلال السنوات الأخيرة من أقصى درجات الجاهزية العملياتية و القتالية يعود في الأساس إلى حسن التكوين و التحضير القتالي المتواصل. و جاء في افتتاحية مجلة الجيش في عددها الخاص بشهر يونيو أن "الخطوات الجبارة التي قطعها الجيش الوطني الشعبي في السنوات القليلة الماضية على درب عصرنة و تطوير مكوناته هي خطوات مدروسة و متأنية و متكيفة مع حجم التحديات الواجب مواجهتها و الرهانات الواجب كسبها". و في ذات السياق, تم التأكيد أيضا على أن القدرات القتالية الفعالة و الجاهزية العملياتية العالية التي أصبح يحوز عليه اليوم قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي, تعتبر ثمرة ل"الرؤية المتبصرة و القراءة الصحيحة لمختلف الأحداث والتحديات التي سمحت لقواتنا المسلحة بأن تصل إلى أعتاب الحداثة و التطور والنجاعة العملياتية", و كل ذلك اعتمادا على تركيبة بشرية "ذات تكوين قاعدي بامتياز". * الطموحات التحديثية في الجيش كبيرة وتتطلب المثابرة كما يعد أيضا المستوى الذي تم بلوغه في هذا الإطار, "علامة من علامات النضج التكويني و التدريبي و التحضيري الذي أضحى يميز المسار التطويري للجيش في سبيل الارتقاء بجاهزيته العمليايتة إلى أقصى مدى ممكن", يضيف لسان حال الجيش الوطني الشعبي الذي شدد على أن ما تم تحقيقه في هذا المجال كان بفضل "الجهود الدؤوبة لتنمية المهارات و الكفاءات و تعزيز التجارب و الخبرات من أجل تثبيت دعائم القوة للجيش الوطني الشعبي و تمكينه من أداء واجبه في التصدي الفعال لأي تهديد مهما كان مصدره". و يتضح كل ذلك من خلال التمارين البيانية التي تنفذها مختلف وحداته دوريا, و التي تعكس "الجاهزية العالية التي تتمتع بها و قدرتها الكبيرة على مواجهة أي طارئ في كل الظروف و الأحوال", حيث يعمل الجيش الوطني الشعبي و "وعيا منه بحجم التحديات الراهنة و المستقبلية التي تتطلب و تفرض توفر الدولة على منظومة دفاعية قوية و متكيفة مع المتطلبات الراهنة", على تطوير و تعزيز قدراته الدفاعية و "بناء جيش عصري مهاب الجانب", تتابع المجلة. * تطوير منظومة الدفاع الوطنية و تعزيز الصناعات العسكرية, مكنا الجيش الوطني الشعبي من امتلاك القوة الرادعة
و في ذات الإطار, توقف الإصدار عند الأولوية البالغة التي أولتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لعنصري التدريب و التحضير القتالي من خلال البرامج و النشاطات المسطرة سنويا, "المكيفة مع كل ما هو جديد و الهادفة للرفع من مستوى القدرة القتالية للمقاتلين و تأهيل التشكيلات لخوض الأعمال القتالية بنجاعة و فعالية إلى جانب الحفاظ على الجاهزية الدائمة للعتاد و صيانة الأسلحة و السهر الدائم على تعزيز الروح الوطنية لدى الأفراد و ترسيخ قيم التضحية و نكران الذات و الوفاء للوطن". و يأتي كل ذلك --تضيف الافتتاحية-- "إدراكا منها أن مواكبة المستجدات و مسايرة التطورات التي تعرفها مختلف جيوش العالم لن تتأتى إلا بالتوفر على عنصر بشري كفؤ و مؤهل بالإضافة إلى عتاد ناجع و متطور", لتخلص إلى التذكير مرة أخرى بأن التدريب و التحضير القتالي هما ''شرط أساسي لصقل الكفاءات متعددة المستويات و التخصصات على نحو يضمن التكيف السليم مع مقتضيات العصر و أداء المهام الموكلة بنفس متحفزة و متشبعة بروح المسؤولية و حس الواجب و الولاء للوطن و الشعب''.