تواصل قاعة سينما السعادة بوهران، عرضها الحصري لأول فيلم رعب جزائري بعنوان «م»، بمبادرة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الفيلم من توقيع المخرج عمار زغاد، و سيناريو شوقي بوزيد، في حين يتقاسم أدوار البطولة فيه كل من، محمد دلوم وسامي العمراني وهاجر سراوي، ونسيبة عطاب وريان ديب، وكذا أسامة مهني. تدور أحداث هذا العمل السينمائي، الذي يعد أول مغامرة إثارة في تاريخ السينما الجزائرية، على مدار أزيد من ساعة من الزمن، حول قصة مجموعة من الشباب من هواة الفن السابع، لجأوا ذات يوم إلى إحدى المغارات المهجورة بغية تصوير فيلم، حيث يعثرون عن طريق الصدفة على قبر غريب، ومن هنا تنطلق مشاهد الرعب، إثر ظهور شبح مجهول الذي يطارد هؤلاء الشباب دون هوادة ... مما لاشك فيه أن قصة «م» تعكس بصدق الثقافة الجزائرية بكل حذافيرها، لاسيما البيئة القسنطينية بأدق تفاصيلها، التي اختارها المخرج لتصوير فيلمه هذا، وأكثر من ذلك، فقد أخذ المخرج الحرف الأول من «الملاية»، و هو اللباس التقليدي الجميل والأصيل، الذي تشتهر به المرأة القسنطينية، و الذي ترتديه أيضا نساء بعض مدن الشرق، ليكون عنوانا لفيلم، وأيضا لباس الشبح الذي طارد أبطال الفيلم في ظلام المغارة المهجورة. من جهة أخرى فقد جاء الحوار في فيلم «م»، متعدد اللغات والأحداث مفتوحة على كل الإحتمالات، وكأن المخرج أراد من وراء ذلك، أن يمنح الجمهور فرصة الإبحار بخياله في القصة، ويشركه في هذه المغامرة الفريدة، وجعله يتفاعل مع أحداثها، لكن دون المساس بقواعد أفلام الرعب المتعارف عليها، معتمدا في ذلك على عنصر التشويق والإثارة، التي تعتبر عناصر أساسية في أفلام الرعب. أنشأ ابن قسنطينة المنتج والمخرج السينمائي عمار زغاد في 2008، شركة «قسطنطين» للإنتاج السمعي البصري، التي أنتجت هذا العمل السينمائي المتميز، في أول تجربة له في إخراج الأفلام الروائية الطويلة، لكن قبل ذلك، أنجز عمار زغاد عدة أشرطة وربورتاجات ثقافية، أما في السينما فقد كان مساعد مخرج في فيلم «سيرتا عش النسر»، وكذا «خفايا قسنطينة».