أبرزت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، يوم السبت بالجزائر العاصمة، دور تنمية القراءة لدى التلاميذ في تعزيز التحكم في التعلمات الأساسية لا سيما اللغة العربية. وفي كلمة ألقتها في حفل تكريم التلاميذ ال10 الأوائل في "تحدي القراءة العربي" في طبعته الثالثة، قالت السيدة بن غبريت أن فكرة "تحدي القراءة العربي"، تندرج في نفس توجه برنامج قطاع التربية "والذي جعل من التحوير البيداغوجي أحد ركائزها الأساسية، من خلال تعزيز التحكم في التعلمات الأساسية لا سيما اللغة العربية، التي هي لغة التدريس في الجزائر ومادة قائمة بذاتها، إلى جانب اللغة الأمازيغية والتي كرست دستوريا لغة وطنية ورسمية". وأوضحت أنه تم بالمناسبة، اتخاذ مجموعة من الإجراءات من أجل رفع مردود التلاميذ لا سيما عن طريق إعداد أدلة منهجية في مجال تعليمية اللغات و كيفيات معالجة الأخطاء المسجلة وكذا إثراء المكتبات المدرسية وتجديد رصيدها، فضلا عن ترقية مختلف الأنشطة الداعمة لتعلم التلاميذ وخاصة الترفيهية منها. ومن بين الإجراءات الأخرى المتخذة من طرف الوزارة --تضيف السيدة بن غبريت-- تشجيع التلاميذ على قراءة مؤلفات من التراث الأدبي الوطني بكل اللغات وتنمية القدرات الكتابية الإبداعية لدى التلاميذ وكذا ترسيخ الخيال الأدبي لدى الأطفال، مشيرة أنه تم وضع تحت تصرف التلاميذ من أجل بلوغ هذه الأهداف نصوص لمؤلفين جزائريين، أخذت من المختارات الأدبية المدرسية التي تم إعدادها باللغتين العربية و الأمازيغية واللغة الأجنبية. كما تم تنشيط ورشات للكتابة وللقراءة حيث تسمح للتلاميذ الذين أظهروا استعدادات عالية في القراءة --على حد قولها-- أن يعبروا عن الوطنية. ومن جهتها، ذكرت الأمينة العامة لمشروع تحدي القراءة العربي نجلاء سيف الشامسي، أنه منذ انطلاق المشروع وحتى عامه الثاني اشترك فيه ما يزيد عن 10ملايين طالب من الوطن العربي. و تحدثت سيف الشامسي عن مشاركة الجزائر "القيادية" في المشروع، واصفة إياها بالمشرفة في العامين الأول والثاني، معربة في ذات السياق عن أملها في أن يكلل هذا المشروع بالنجاح بمشاركة جميع أبناء الوطن العربي. كما شددت بالمناسبة على أن المشروع الذي انطلق منذ ثلاثة أعوام في مدارس الجزائر وفي مدارس الوطن العربي "مخطط له ألا يتوقف"، مضيفة أن العمل الجاد والمثابر"سيستمر في منظومة التحدي كي يحقق المشروع رؤيته ورسالته بأن يصل في خطته الخمسية إلى خمسين بالمائة من طلبة المدارس في الوطن العربي وما لا حد له من أبناء المهجر". يشار إلى أن التلميذة ندى عنقال من ثانوية بن مدني بولاية سطيف المقبلة على اجتياز شهادة البكالوريا يونيو 2019 ستمثل الجزائر في مشروع تحدي القراءة العربي في طبعته الثالثة. للتذكير، فقد انطلق هذا المشروع سنة 2015 بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد المكتوم العالمية على المستوى الوطني لمختلف الدول العربية المشاركة في التحدي فضلا عن بدء التصفيات النهائية للطلبة العرب المشاركين في التحدي والمقيمين في الدول الأجنبية. ويشارك في هذا الموسم طلبة من 44 دولة من بينها 14 دولة عربية. يتدرج التلاميذ المشاركون في المسابقة عبر خمس مراحل تتضمن كل مرحلة قراءة عشرة كتب وتلخيصها في جوازات التحدي و بعد الانتهاء من القراءة والتلخيص تبدأ مراحل التصفيات وفق معايير معتمدة وتتم على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم على مستوى الأقطار العربية وصولاً للتصفيات النهائية التي تحتضنها دبي في شهر مايو من كل سنة.