أنتج منتدى الأعمال الصيني العربي المنعقد في بيكين الأسبوع الماضي اهتماما دوليا بالأسواق العربية كما كان لتوغل النفوذ الصيني في القارة الافريقية منذ أكثر من عشرية مضت الأثر الإيجابي على الاقتصاد الآسيوي نظرا لما تساهم به الصين في هذا المجال ولا تدّخر الفيتنام هي أيضا جهدا في سبيل البحث عن علاقات جديدة سواء مع افريقيا أو العالم العربي اللذين تشكل الجزائر ضمنهما الحلقة الأقوى سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الجيو استراتيجي الأمر الذي يدفع بالفيتنام إلى توطيد - و إن كان في الحقيقة إعادة احياء علاقات ثنائية تمتد إلى حرب التحرير الوطنية - وقد احتفلت الدولتان في 2017 بمرور 55 سنة على بدء علاقاتهما الدبلوماسية وتعمل هانوي انطلاقا من أرضية العلاقة التاريخية مع الجزائر على توسيع مجال التعاون الاقتصادي لإرساء شراكة مهمة و بالتالي التوغل إلى افريقيا ومستعدة لزيادة حجم التبادل التجاري الذي لا يتعدى 370 مليون دولار الى واحد مليار دولار في آفاق 2020 هذا التبادل الذي يبقى منحصرا في استيراد بعض المواد الغذائية كالتمر وزييت الزيتون وتصدير البن والأرز والأحذية في حين ترسم الاستراتيجية الاقتصادية بين البلدين مخططا لتوسيع التبادل وتحقيق التعاون في الصناعة والاستثمار الفلاحي وتصدير الخبرة الفيتنامية في مجال السياحة وتأخذ الفيتنام عن الجزائر أيضا نموذج اصلاح العدالة الذي تراه صالحا وممكن تطبيقه في بلادها من أجل عقد شراكة بين الشركات الجزائريية والفيتنامية، خصوصا أن الاقتصاد الفيتنامي عرف قفزة نوعية في الآونة الأخيرة بنسبة نمو قدرت في 2016 ب 6 بالمائة وناتج محلي بحوالي 180 مليار دولار و 150 مليار دولار تصديير ونفس المبلغ من الواردات. الفيتنام تحقق معدل النمو يصل سنويا إلى 8 ٪. ولكنه لا يسلم من تقلبات السوق العالمي و مستجدات الأزمة المالية منذ 2014 ولكن بقي اقتصادها مستقرا ل 10 سنوات ، وكان على الحكومة الفيتنامية الجنوبية إجراء إصلاحات في العمق للتجاوب مع مستجدات الاقتصاد العالمي والحفاظ على نسبة النمو ومؤشرات التجارة الخارجية . من جانبها فإنّ الجزائر تصر خلال دورات الملتقى الدولي للاستثمار و التجارة على دعوة الفيتنام إلى فعالياته بهدف استقطاب الاستثمارات وتحقيق الاقتصاد البديل عن المحروقات وتحقيق الإستراتيجية المتبعة من اجل التقليل من الاستيراد .