عرف ميناء وهران ليلة أول أمس حادث اصطدام خطير وقع بين سفينة نقل المسافرين «طاسيلي 2» مع سفينة شحن كانت راسية في إحدى الأرصفة المقابلة لرواق خروج السفن وأحدث الاصطدام العنيف الذي وقع لحسن الحظ في الجانب الأيمن للسفينة تمزقا خطيرا جدا في هيكل السفينة المعدني لدرجة أنّ ضوء المصابيح الخاصة بالغرف الداخلية للباخرة الشهيرة قد ظهر من الخارج، وإثر الحادث الذي يعتبر الأول من نوعه بهذه الخطورة، هرعت السلطات الأمنية ومصالح الحماية المدنية للموقع تحسبا لأي طارئ ،إلا أن التمزق وقع لحسن الحظ في اعلى الهيكل ،حيث تجنب المسافرون وإدارة الميناء سيناريو مرعبا ألا وهو غرق الباخرة، وبعد وقوع الحادث اضطرت إدارة المحطة البحرية للمسافرين لإعادة السفينة للمحطة البحرية، وكانت السفينة المتخصصة في نقل المسافرين والتابعة لأسطول المؤسسة الوطنية للنقل البحري CNAN ، قد غادرت المحطة البحرية في حدود الساعة 2.30 فجرا باتجاه ميناء أليكانت بإسبانيا، قبل أن تحتك بسفينة شحن راسية في الرصيف المحاذي لرواق خروج السفن ، داخل الميناء وهو ما أحدث تمزقا خطيرا في الهيكل بطول 4 أمتار تقريبا حسب ما تظهره الصور، ولم تسجل إصابات في أوساط المسافرين حسب مصادرنا ،لكن قوة الاحتكاك الجانبي أحدثت رعبا في نفوس الركاب ،وأمام هذا الحادث الخطير اضطرت إدارة الميناء لإعادة الركاب إلى المحطة، قصد استبدال السفينة بباخرة أخرى، بينما تسبب الحادث البحري في تذمر كبير للمسافرين الذين، لم يعرفوا أسباب هذا الحادث الغريب خصوصا وان السفن الضخمة تقلع من الميناء من دون إشعال محركاتها إطلاقا ، وذلك بالاستعانة ببواخر جر قوية جدا تتكفل بمهمة إخراجها إلى عرض البحر ،وتجرها إلى غاية خروجها إلى عرض البحر ،حيث تستعمل السفن محركاتها الضخمة للإقلاع ، ولا يستبعد مصدرا من الميناء وقوع الحادث بسبب الأشغال التي تعرفها هذه المنشاة الإستراتيجية ،خصوصا وأنّ سفن الشحن وخاصة الراسية منها باتت تقبع على رصيف مجاور لرواق الخروج،ومن جهة أخرى ستصبح السفينة المنكوبة خارج الخدمة وقد يتطلب تصليحها أشهرا، خاصة وان مثل هذه الأعمال الخاصة بالصيانة تتوفر في موانئ البلدان الأوروبية فقط ، وهو ما سيحدث ضغطا على المنشأة، التي تعرف هذه الأيام حركية ملاحية جراء مغادرة المغتربين للبلاد.