نظمت أول أمس الإثنين بغرداية وفي أجواء مليئة بمشاعر الاعتزاز والتبجيل وقفة عرفان وإجلال للشاعر الكبير مفدي زكرياء مؤلف كلمات النشيد الوطني الجزائري *قسما*. و تندرج هذه المبادرة المضيئة في إطار التظاهرات الاحتفالية بالذكرى ال 64 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المباركة. وشكلت هذه الوقفة التي خيمت عليها عبارات الوفاء للشاعر الكبير ونظمت بمبادرة من مجلس الأعيان باعبد الرحمان الكرثي (الهيئة العليا لمجلس الأعيان للإباضيين بوادي ميزاب) بالتعاون مع الولاية وجامعة غرداية والمكتب المحلي لمؤسسة مفدي زكرياء مناسبة لإستذكار محطات من المسارات النضالية لشاعر الثورة الجزائرية الذي كرس حياته من أجل بناء وعي تحرري للشعب الجزائري. كما ترمي هذه المبادرة وعلاوة على إبراز المسيرة الفكرية الغنية لمفدي زكرياء وموقعها في المشهد الثقافي الوطني أيضا إلى الاعتراف بمساره النضالي الثوري الثري منذ فترة نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري و إلى غاية ثورة التحرير الكبرى المظفرة (1 نوفمبر 1954) مثلما أوضح المنظمون . و استوحيت الأعمال الشعرية لمفدي زكرياء واسمه الحقيقي الشيخ زكرياء بن سليمان على غرار النشيد الوطني الجزائري من رحم معاناته من فضائع الاحتلال وما تعرض له من قهر وتعذيب في سجونه وهي كلها تعبر في الحقيقة عن مشاعر والتزامات صادقة نابعة من عاطفة ملتهبة حبا في تحقيق الاستقلال للجزائر وبناء وحدة شمال إفريقيا سيما منها المنطقة المغاربية. واستذكر عديد المتدخلين في الجلسة الافتتاحية لهذه الوقفة التي احتضنتها قاعة الندوات بمقر الولاية مقتطفات ومحطات شعرية من أبرز الأعمال الفكرية لشاعر الثورة. و قدمت خلال هذه الوقفة عديد الشهادات المؤثرة عقب التدخلات وأيضا قراءات شعرية ومحطات للتذكر التي تقاسمها جمهور غفير حيث تم بالمناسبة التذكير كذلك بالإلتزام القوي لشاعر الثورة الجزائرية وإيمانه الراسخ بوحدة الشعوب المغاربية وهي الوحدة التي حلم بها وتغنى بها في كثير من أشعاره الثورية.