أيها المختوم في الدم! أيها الموشوم في كف الآلهة! أيها الساكن في بدء القول! أيها المتلبس بألسنة النار! أيها المتسرب في ما هُرب من الآيات النقية والأزمنة الوارفة الموغلة في الجنون المقطوعة النفس عند عتبات التردد المسكونة بالأشباح الساجدة عند بوابات المغارات والكهوف الهاربة من ظلمائها أيها الباحث عن السر المعتق كخمر الأجداد المهرب مع السفن الغريبة تشرب نخب أيام ممددة على شواهد المقابر تورّق التربة ذرة ذرة بحثا عما تخفى من الطين المنجرف مع آخر الحكايات وما روته الجدات من شهوة الأساطير تفتش في خفايا أبراجك تسأل حكيم الدار هل كان كل ذلك في كتابك مسطورا تسأل عن الطغاة وهم يترصدون نطفك وما تمطره سماواتك من حلم وغواية وأقمار وشموس وكواكب وطفولة مؤجلة وغيمات لم تعلن عن خراجها وأمهات متألقات يجمعن الدمع مئونة لما سيستجد من الأقراح وعرائس متشبثات بقوس قزح يوزعن الآهات بين الحياة والحياة من نصيرك أيها اليتيم لدم أخ جبان وصديق خان وجار أحكم الخناق حد المحال؟ صرخت طويلا....... طويلا ....... طويلا صرخت؟ حتى تصدعت الجبال بأعلى من البوح وأفصح من الفضح من أعلى كل الصوامع من أعلى كل القلاع من أبعد كل المجرات! أما اهتديت بعد لرسلك وأنبيائك ومبشريك؟ أما اهتديت بعد لأتباعك ومريديك ولمن رقصت الحروف على أكفهم وشعشع النور عند عتبات توهجهم؟ أما اهتديت بعد لكتبك وألواحك؟ أما اهتديت بعد لعلامات القيامة ومن كلف بالنفخ في الصور؟ أما اهتديت بعد لمن يجتاز معك هذا القحط و يرتدي معك كل هذا العري؟ أما اهتديت بعد لمن سيعدّ حقائب السفر لذاكرتك؟ أعد النظر في لون الدم في طعم الحليب في لمسة الثدي وصلة الرحم!