تقوم المفتشية البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية لولاية المدية منذ عدة أيام بعمل جواري وسط الموالين و مربي المواشي بهدف التخفيف من تخوفاتهم إزاء ظهور بؤر للحمى القلاعية و طاعون المجترات الصغيرة. وفي هذا الصدد يتم القيام بزيارات تفتيشية منتظمة على مستوى مزارع تربية الحيوانات الموزعة عبر إقليم الولاية لتحديد البؤر الجديدة ومعالجة الحالات المشكوك فيها على الفور والسهر على التطبيق الصارم لبروتوكول الوقاية الذي وضعته المفتشية البيطرية. وأوضح المفتش البيطري, محمد سلامة, لوأج على هامش زيارة لعدد من المزارع بدائرة عزيز (96 كلم جنوب غرب الولاية) أن الهدف من هذا العمل الجواري هو *طمأنة المربين الذين يواجهون مشكل كبير و تأكيد مرافقتنا لهم و مساعدتهم على تجاوز تخوفاتهم على مستقبل نشاطهم*. و تجوب عدة فرق مكونة من أطباء بيطريين و إطارات من المصالح الفلاحية منذ ظهور البؤر الأولى للمرض في نهاية ديسمبر الفارط ي المستثمرات الفلاحية المتخصصة في تربية الحيوانات لإعلامهم بمحتوى بروتوكول الوقاية لحماية ماشيتهمي وفقا لذات المتحدث. وصرح السيد سلامة أن هؤلاء المربين مطالبون في إطار هذا البروتوكول بتجنب تنقل الماشية خارج المزارع و تجنب أي اتصال مع قطعان المزارع المجاورة و القيام بتطهير الإسطبلات و المزارع وعدم اقتناء حيوانات جديدة و الإبلاغ عن أي حالة مشكوك فيها. من جهة أخرى تم إصدار قرار في بداية يناير الجاري يقضي بمنع تنقل الماشية نحو سوق المواشي و إخضاع كافة عمليات الذبح لرخصة من المصالح البيطرية بهدف الحد من أخطار تسويق لحوم الماشية المصابة . ولشرح أفضل لهذه الإجراءات و التأكد من تعميمها في أوساط المربين خصوصا القاطنين بالمناطق النائية تم مساء أمس الأحد تنظيم جولة لعدة مزارع لتربية الحيوانات بدائرة عزيز. ويأتي هذا الاتصال المباشر مع مربي هذه المنطقة السهبية المعروفة بتربية الخرفان في وقت انتشر فيه التخوف من هذا المرض عند أصحاب الماشية. ورغم تطمينات المصالح الفلاحية بالتكفل بهذا الوباء و اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية إلا أن التخوف *باد* على المربين الذين اقتربت منهم وأج إزاء *تعليق* مستقبل الشعبة -حسبهم- و إزاء الحلول التي ستأتي بها الوزارة *للحد من تأثير* هذه الأمراض على قطعانهم. وينتظر ب*فارغ الصبر* هؤلاء المربين الذين التقتهم وأج و المتمركزين أساسا على مستوى مزرعة *طيبة* ببلدية عزيز و الذين اقتنعوا بأن مواجهة انتشار الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة لن يكون إلا بالتطبيق الصارم لتعليمات المفتشية البيطريةي انتهاء هذا الوباء لاستئناف نشاطهم. وأعرب معظم المربون عن *انخراطهم التام* في الإجراءات التي اتخذتها المصالح البيطرية التي تهدف *لحماية الماشية و التقليل من تأثير هذه الأوبئة على نشاطهم و الذي يضمن لهم الموارد المالية التي تعتبر مصدر عيشهم* ي كما ذكره ل*وأج* المربي عثمان قحدوني . وقال السيد عثمان ومربون آخرون شملهم هذا النشاط الجواري بأنهم *واعون بضرورة تطبيق تعليمات المصالح البيطرية و تسهيل عملهم ليتمكنوا من التحكم في الوضع و مساعدتهم على تخطي المشكل دون خسائر كبيرة*. من جهته ذكر رئيس الفيدرالية الولائية للمربين, سعيد بوعشرية, أن التخوف الكبير *لا يأتي من المرض نفسه و لكن من تهويل الوضع لان الإشاعات تضخم الخسائر أكثر من تلك المسجلة فعلا*. و تأسف السيد بوعشرية *قيام البعض بنشر معلومات خاطئة و زرع الذعر في أوساط المربين و المواطنين بصفة عامة مما يعرض الشعبة للانهيار و التي تطلبت وقتا طويلا و استثمارا ضخما لتشكيلها*. ولم يخف المتحدث تخوفه من * انهيار الشعبة وإفلاس العديد من المربين بسبب الشائعات التي تعطي الانطباع بأن الوضع قد وصل إلى عتبة كارثية في حين أن حجم الخسائر لا يزال ضئيلا مقارنة مع العدد الحقيقي للماشية المحلية*. وتشير الأرقام الرسمية التي أصدرتها المصالح البيطرية التابعة لمديرية المصالح الفلاحية إلى نفوق 44 خروف ما بين الفترة الممتدة بين 10 ديسمبر و 2 يناير الجاري على مستوى بلديات أولاد معراف و الشهبونية و بوغزول و بوغار من بينها 29 حالة بسبب الحمى القلاعية و 15 بسبب طاعون المجترات الصغيرة . وتحصي ولاية المدية 855.000 رأسا من الغنم و حوالي 100.000 رأسا من الماعزي فيما يقارب عدد الأبقار 61.000 رأساي يضيف نفس المصدر.