قفزت أسعار لحم الغنم الطازج منذ أكثر من أسبوعين لتسجل زيادة قدرت ب20 بالمائة ارتبطت بشكل مباشر بانتشار داء طاعون المجترات الصغيرة و الحمى القلاعية و نفوق أكثر من 400 رأس من الغنم عبر 18 بؤرة سجلت على مستوى الولاية. إضافة إلى غلق سوق الماشية بالكرمة، الأمر الذي أثار مخاوف المستهلك الذي امتنع عن شراء لحم الغنم ليتراجع الطلب و رغم ذلك بقي مؤشر الأسعار مرتفعا حيث زاد ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف الذي كان مستقرا بين 1350 و 1400 دينار ليتراوح بين 1500 و1800 دينار، كما ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء المجمدة إلى 1000 دينار للكيلوغرام في أغلب القصابات التي توجهنا إليها بكل من المدينة الجديدة و وسط المدينة و التي اشتكى أصحابها ركود نشاطهم. و ارتفعت أيضا أسعار الجملة للحوم الأغنام لتصل إلى 1250 دينار للكيلوغرام الواحد بعد أن كانت لا تتجاوز 950 دينار إلى 1000 دينار كأقصى حد حسب احد الممونين الذي أكد أن نسبة الفائدة تراجعت من 5 إلى 15 بالمائة و هي لا تغطي جميع التكاليف و الأعباء الواقعة على عاتق الممون الذي بدأ يتأثر من تداعيات الأزمة. الوضع على مستوى ولاية وهران على غرار باقي الولايات غير مطمئن هذا ما أكده الممونون و أصحاب القصابات الذين تكلموا عن أزمة تموين ناتجة عن غلق الأسواق و ارتفاع أسعار الماشية لدى الموالين الذين تضرروا كثيرا و بشكل مباشر من الأمراض الفتاكة التي باتت تهدد الأغنام في ظل تأخر وصول اللقاحات ما قابله ارتفاع الطلب على رؤوس الغنم تجنبا للندرة مستقبلا ما دفع الموال بدوره إلى زيادة 10 بالمائة في سعر الماشية بعيدا عن المنافسة أمام نقص التموين خاصة و أن وهران كانت تعتمد على سوقي بوقطب و سعيدة اللذان كانا نقطة تموين هامة للولاية تقدر بين 30 و 35 بالمائة حسب مصادر من الاتحاد العام للتجار و الحرفيين و النسبة الباقية تأتي من أسواق سيق و عين تموشنت، الوضع الراهن تسبب في قلة الأسواق التي أغلق معظمها، و ما زاد في حدة التوتر هو عدم تنقل الموالة لعرض الماشية حتى في الأسواق الفوضوية حيث أصبح الممونون هم من يتنقلون بحثا عن العرض الذي تراجع بسبب نفوق الأغنام. توقع الزيادة في أسعار الأضاحي بين 4 إلى 5 آلاف دينار هذه السنة أكد موالون و مربون أن بقاء الوضع على حاله من شانه أن يزيد من حدة الأزمة و يكبد الموال خسائر أكبر و نفوق عدد أكبر من الأغنام سيؤدي إلى ارتفاع حتمي في أسعار الأضاحي هذه السنة حسب التوقعات بزيادة تتراوح بين 4 آلاف و 5 آلاف دينار للأضحية، هذا ناهيك عن توقع تسجيل نقص كبير في التموين أمام نقص رؤوس الماشية. و حسب التوقعات أكدت مصادر من الاتحاد العام للتجار و الحرفيين أن الأمور ستتحسن بعد 3 إلى 4 أسابيع على الأكثر بعد وصول اللقاح حسب وعود الوزارة و يأمل الموالون و المربون أن تكون الجرعات كافية و تغطي جميع المستثمرات بالولاية. و بالموازاة يتساءل المستهلك فيما إذا كانت الجهات الوصية قد اتخذت إجراءات تتعلق برفع نسبة الاستيراد لتجنب ندرة اللحوم الحمراء على مستوى القصابات بعد أن دق كل من الموال و الممون ناقوس الخطر منذرين بأزمة لحم في الولاية و كامل مناطق الوطن، إلا أن مدير التجارة أكد أن مثل هذه الإجراءات تتخذ على مستوى الوزارة، و أن وهران تتدعم بنسبة كافية من اللحوم المجمدة القادمة من الهند و البرازيل، في حين علمنا من مصادر من الاتحاد العام للتجار و الحرفيين أن هناك اتفاقيات ينتظر إبرامها من قبل ممونين من الولاية مع أسواق اسبانية لدعم السوق المحلية بالكميات الكافية من اللحوم الحمراء.