- الاحتطاب يعوّض الغاز جنوب الولاية أصبح جلب قارورة غاز البوتان إنجازا بالنسبة لبعض المواطنين الذين لم يتمكنوا من الحصول عليها إلا بعد مشقة أثقلت كاهل الباحثين و ذكروا أنها أصبحت عملة نادرة و ثمنها يعرف تزايدا مستمرا ، و الخاسر الأكبر هم الذين يقطنون بعيدا عن نقاط البيع فيضطرون إلى تحمّل مصاريف إضافية منها النقل لاسيما في هذه الأيام الباردة التي تميز ولاية سيدي بلعباس إذ وصلت درجات الحرارة بالمناطق الجنوبية للولاية إلى 5 درجات تحت الصفر. تهافت على قارورات غاز البوتان سبب أزمة تموين و قد أدت موجة البرد و تقلبات أحوال الطقس ببلعباس ، إلى ارتفاع الطلب على غاز البوتان، وزيادة السعر خاصة بالمناطق النائية و الريفية التي لم يتم ربطها بعد بشبكة غاز المدينة ، ويتفاوت السعر من منطقة لأخرى وتتحكم فيه عدة عوامل حسب المواطنين وأهمها انخفاض درجات الحرارة فكلما زادت البرودة كلما زاد جشع الوسطاء المضاربين وبالتالي يرفعون ثمن قارورة البوتان ،ناهيك عن الإقبال الكبير للمواطنين لضمان مخزون من هذه المادة الحيوية للتدفئة و الطهي وهو ما يولد الندرة. 600 دج عند الوسطاء و تكاليف النقل فاقت 300 دج و قد ذكر بعض المواطنين بتيتن يحي ،ضاية خليفة،المهادة أن شراء ونقل القارورة يكلّف ما بين 600 و 900 دج ولا تكفي لثلاثة أيام و سكان بعض القرى و المداشر والتجمعات النائية يكابدون الأمرين لجلب قارورة البوتان بقرية ضاية خليفة التابعة لبلدية مزاورو أقصى جنوب الولاية رغم أن أنبوب الغاز يمر عبر منطقتهم على مسافة 200 متر حسب تصريحات السكان الذين امتعضوا من هذه الوضعية التي باتت تتسبب لهم في متاعب و يضطرون لجلب عدد مضاعف من القارورات فيتنقلون إلى المناطق المجاورة لجلبها بأثمان باهظة تصل إلى حد 600 دج للقارورة الواحدة ناهيك عن دفع ثمن النقل الذي يفوق 300 دج . أنبوب الغاز يمر قرب ضاية خليفة بحوالي 200 متر نفس المعاناة بقرية تيتن يحي الذين يعانون من غلاء قارورات الغاز و ندرتها ، و اشتكى المواطنون من ارتفاع ثمنها في أيام الثلوج إلى 800 دج والوضع سيان بقرية وادي المبطوح ببلدية بوجبهة البرج التي تزداد معاناة قاطنيها في فصل الشتاء بسبب التهافت على قارورات غاز البوتان،فضلا عن قرية المهادة التي أكد قاطنوها أن أنبوب الغاز لا يبعد عن المنطقة إلا ب 3 كيلومترات ولكن لم يتم لحد الساعة ربطها بغاز المدينة وهو ما يزيد من معاناتهم خلال فصل الشتاء واللهث وراء قارورات غاز البوتان التي يصل أيضا ثمنها في أوقات الذروة إلى 600 دج . اقتناء قارورتين للطهي و التدفئة لا تكفي ل 3 أيام ونظرا لثمنها المرتفع باتت في غير المتناول خاصة و أن سكان القرى و المداشر يعيشون تحت وطأة الفقر لذلك فلا يقوى الكثيرون على تأمين قارورات الغاز لعائلاتهم خاصة وأنه يجب توفير قارورتين اثنتين على الأقل من أجل الطبخ والتدفئة ، لذلك يعمد العديد من أرباب العائلات بالمداشر خاصة تلك المتواجدة بجنوب ولاية سيدي بلعباس إلى الاستنجاد بحطب الغابة ويشعلون المواقد التقليدية لمقاومة برد الشتاء القارس . المعوزون يستنجدون بالحطب لمقاومة البرد و قد أرجع المواطنون سبب ارتفاع سعر القارورة الواحدة في السوق السوداء إلى المضاربة من قبل بعض الباعة الخواص الذين إما يعرضونها للبيع بأماكن محددة بعد شرائها من مختلف نقاط البيع المعتمدة فيأتي المواطن لهذه الأماكن من أجل اقتناء قارورات الغاز بعد نفاذها بنقاط البيع خاصة في أوقات الذروة عن طريق استئجار مركبة من أجل نقلها في أحيان غالبة بأثمان باهضة أو يقوم السماسرة بنقلها عبر الشاحنات الصغيرة مبررين ذلك بصعوبة المسالك و التكاليف المرتفعة الناجمة عن تنقل شاحناتهم إلى القرى و المداشر و المناطق المعزولة. مديرية الطاقة تنفي وجود أزمة ومن جهتها أكدت مديرة الطاقة لولاية سيدي بلعباس أن مركز تعبئة قارورات غاز البوتان التابع لمؤسسة نفطال يضمن تغطية كافية بخصوص التموين بهذه الطاقة بحيث يقوم بتعبئة 9000 قارورة غاز يوميا شأنه شأن مركز التعبئة التابع لمسير خاص الذي يوفّر يوميا 6000 قارورة غاز. حيث تسمح هذه الحصة تضيف المديرة بتمويل محلي كاف ،مما مكن من تغطية حاجيات عدد من الولايات المجاورة كمعسكر،عين تموشنت،سعيدة إلى جانب بعض ولايات الجهة الجنوبية على غرار ولاية الأغواط .ويضمن هذين المركزين حسب المديرة تموين مختلف محطات الخدمات و نقاط البيع المعتمدة عبر مجموع بلديات الولاية البالغ عددها إجمالا 101 نقطة بيع على المستوى الولائي منها 76 نقطة بسعة 70 قارورة و 18 نقطة بيع أخرى بسعة 210 قارورة و 7 نقاط بيع متواجدة بمحطات البنزين،ناهيك عن وسائل التوزيع المسخرة المتمثلة في 13 منها تابعة لمؤسسة نفطال و 15 تابعة لمسيرين خواص ، وذلك بصفة منتظمة بقارورات البوتان مما سمح بتلبية حاجيات مواطني مختلف المناطق النائية حسبها . الغلاء مطروح بالمناطق التي لا تتوفر على نقاط بيع معتمدة و لم تسجل الولاية منذ بداية موسم الشتاء الجاري تضيف المديرة أي نقص بالنظر إلى خطة العمل التي وضعها القائمون على هذين المركزين من خلال اعتماد طريقة تموين متوازنة و المحافظة على مخزون احتياطي ثابت عبر مختلف نقاط البيع المنتشرة عبر بلديات الولاية لذلك نفت المديرة تسجيل أي ندرة لقارورات غاز البوتان. وأكدت ذات المتحدثة أن مشكل ارتفاع ثمن قارورات غاز البوتان يطرح بالمناطق التي لا تتوفر على نقاط بيع معتمدة لذلك تضيف «اتفقنا مع رؤساء هذه البلديات من أجل تخصيص فضاءات لبيع قارورات غاز البوتان بصفة منتظمة لحل هذا المشكل» . مشروع بكلفة 1900 مليون دج لتزويد 11 ألف ساكن بالغاز الطبيعي و كشفت مديرة الطاقة أن مشكل انعدام الغاز الطبيعي ببعض المناطق سيحل قريبا حيث ستساهم الميزانية التي استفادت منها الولاية في إطار زيارة وزير الداخلية شهر نوفمبر الماضي في تزويد 11300 مسكن بالقرى والتجمعات الثانوية والسكنات الريفية بالغاز الطبيعي بعد تجسيد المشروع الذي سيكلف خزينة الدولة 1900 مليون دج .