خرج، العاصميون، أمس، في ثالث جمعة على التوالي، أطلقوا عليها «مسيرة العشرين مليونًا» وهو نصف عدد سكان البلاد، حاملين لافتاتات وشعارات مطالبة بتغيير النظام وإدراج اصلاحات عميقة، وتأتي هذه الاحتجاجات يومين قبل إعلان المجلس الدستوري أسماء الذين تم قبول أسمائهم للترشح لانتخابات السادس عشر أفريل المقبل. وبدأ، العاصميون، في التظاهر، قبل صلاة الجمعة، حيث اجتمع العديد من المواطنون، خاصة من فئة النساء والعائلات في مسيرات احتجاجية، مردّدين شعار التغيير، لتنضمّ اليهم الوفود القادمة من البلديات والأحياء المجاورة، واللافت في الأمر هو المشاركة القوية للعنصر النسوي، حيث فضلت النساء الاحتفال بالثامن مارس بالمشاركة القوية في المسيرات من أجل مستقبل أفضل للجزائر. وشارك العديد من الشخصيات السياسية، وقادة الأحزاب في الاحتجاجات، حيث عرفت مشاركة، رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، ورئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، كما شارك في الوقفات الإحتجاجية التي رفعت شعارات معبرة عن رفض العهدة الخامسة رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، والمترشّح، علي غديري، بالإضافة إلى المجاهدة جميلة بوحيرد، وسط الحشود البشرية التي تستمر في التظاهر إلى غاية كتابة هذه الأسطر.. وأبدى المتظاهرون منذ اللحظات الأولى من انطلاقة المسيرة الشعبية المناهضة لترشح الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة الخامسة، الكثير من السلوكيات الحضارية التي عكست، درجة النضج والوعي الاجتماعي والسياسي للجزائريين، حيث تطوع بعض المواطنين في العديد من شوارع العاصمة لتنظيم حركة المرور، من خلال توجيه حركة الحشود الكثيفة والسماح للسيارات بالمرور وسطها، فيما تطوّع، آخرون لتنظيف الأحياء والتقاط الأوراق والنفايات التي تركها المتضاهرون وراءهم، وكانت هذه الصور القاسم المشترك لكل المسيرات منذ بدايتها في 22 فيفري الماضي. كما شهدت المظاهرات مشاركة عجائزا وشيوخا طاعنين في السن، وكان بعضهم يواجه صعوبة كبيرة في المشي نظرا لسنهم المتقدم، إذ تطوّع بعض المشاركين بالمسيرة لإسنادهم ومساعدتهم على المشي، وحمايتهم وسط الحشود الغفيرة. ومن بين السلوكيات المميزة، هو حمل الكثير من المشاركين خصوصا العنصر النسوي الذي شارك بكثافة، ورودا حمراء وملونة في إشارة إلى سلمية المظاهرات. كما لم تشهد المسيرة احتكاكا مع عناصر الأمن، وقوات مكافحة الشغب الذين اكتفوا في الكثير من الأحيان بتوجيه حركة المواطنين. كما تعرف، هذه الاحتجاجات، طابعًا خاصًا، عقب إعلان عدة قطاعات حساسة انظمامها للحراك الشعبي المناهض للعهدة الخامسة، من بينها نقابات التربية والصحة، والمحامين والطلبة، بالإضافة إلى منظمتي أبناء المجاهدين وقدماء وزراء التسليح والاتصالات السلكية. كما أن المسيرات الشعبية تتزامن مع استقالات لمجموعة من الإطارات والمناضلين في جبهة التحرير الوطني والذين عبّروا عن دعمهم للحراك الشعبي.