كل هذا الحراك الشعبي التاريخي الذي «كنس» الفوضى «الهدامة» التي تراهن عليها عادة قوى الفتنة ومخابرها، كل هذا التمرّد «اللبق» على مظاهر الديمقراطية المغلوطة، كل هذا الصبر والإصرار على دحر الفساد، كل هذه المسيرات التي دوّت ربوع الوطن، كل هذه الملايين المنادية بتغيير الوجوه، كل الشعب الجزائري الذي نزل إلى الشارع وكسر جدار الصمت. كل هذه «الثورة الهادئة» يجب أن يرجع صداها اليوم... رفض منقطع النظير عَزَمَ وصمّمَ على الانتقال إلى جمهورية جديدة بكل ما تحمل الكلمة من معاني ويقين بمقومات وثروات هذا البلد الذي لم يعد يطيق مثل ما فات منذ الاستقلال... هيبة الجزائر اليوم على المحك ومنعرج الأخطر من نوعه يتطلب القليل القليل من الحكمة ومقابلة مطالب الجزائريين والجزائريين بلباقة بمثل لباقتهم وانضباطهم منذ بداية الحراك. يجب نزع الفتيل اليوم قبل مزيد من الاحتقان ثم ماذا؟.. جيش يحمي الحما وعقلاء من السياسيين وغير السياسيين يدعون إلى التعقل والاستجابة إلى الحراك وإلى شعب بأكلمه لا يحمل في يده حجارة بل يرفع علما وما أعظم من «جاه» علم ودَمِ الشهداء... فلا تسقط العلم والأمل من يدي، لا نسقط العلم من يدي أو كما قال الشهيد ياسر عرفات.