رغم أن سوق ميشلي الشعبي القديم للخضر والفواكه المعروف في وسط المدينة لايزال قائما إلا أنه يعرف ركودا تجاريا لم ينعشه شهر الصيام في الوقت الذي تشهد فيه بقية الأسواق المحلية النظامية والفوضوية إقبالا مضاعفا منذ حلول شهر رمضان وتكاد تكون حركة المتسوقين منعدمة داخل هذا المبنى العريق الذي ينشط فيه عشرات التجار من باعة السمك واللحوم للبيضاء والحمراء و بائعي الخضر الفواكه الذين يواجهون صعوبات في ممارسة هذه المهنة بفعل الإقبال المحتشم للزبائن وهو ما لاحظناه خلال جولة استطلاعية قمنا بها داخل السوق للوقوف على واقعه أيام الشهر الفضيل حيث لم يتغير شيئا من حيث تراجع النشاط بشكل كبير وقلة العرض الذي يقتصر على كميات قليلة من الأسماك الموضوعة في واجهة المحلات و وبعض الطاولات في حين أن معظم المحلات مغلقة وغير مستغلة منذ سنوات وحتى أماكن الباعة التي تتوسط مبنى السوق شاغرة ومتآكلة تفوح منها رائحة العفن والرطوبة الشديدة وحسب احد الباعة فان ارتفاع نسبة الرطوبة داخل السوق المغطاة تتسبب في تعفن الخضر والفواكه بشكل سريع ولعل هذا ما يقف وراء هجرة التجار لهذا السوق ورفض باعة سوق لاباستي التحويل اليه كبديل ريثما تتم تهيئة سوق الاوراس وهو ما يفسر أيضا تواجد فضاءات جد مهترئة ومتضررة ومظلمة بفعل تأثير عامل الرطوبة العالية على الجدران والأماكن المخصصة لعرض السلع غير المستغلة ما يعكس حالة الإهمال الذي وصل إليه سوق ميشلي وعدم الاكتراث بإعادة تأهيله وتشغيله من جديد رغم اتساع رقعته باعتباره مبنى قديم له أهمية تاريخية و معلم من معالم وهران التي تعود للحقبة الاستعمارية لكن الحالة التي وصل إليها هذا السوق المكون من ما يفوق 30 محلا وعشرات الطاولات وتعرضه للتخريب قبل أن يتحول إلى فضاء شبه مهجور باستثناء الباعة الذين يسترزقون فيه والذين يعدون على الأصابع وهي الوضعية التي جعلته يفقد شعبيته ولم لم يعد قبلة للمتسوقين الذين يفضلون سوق الاوراس لتنوع العرض وجودة المنتوجات مقارنة بالسلع المعروضة بسوق ميشلي لاسيما الخضر وهو ما جعله يفقد الكثير من خصوصيته بعد تراجع نشاطه الذي اقتصر فقط على عرض منتوجات قليلة مما يفسر الانعدام الكلي لحركة المتسوقين مقابل فرض أسعار مرتفعة للحوم والأسماك وأيضا الفواكه كما ارجع التجار أيضا تراجع النشاط إلى تواجده في منطقة يصعب الوصول إليها بسبب زحمة المركبات التي حولت محيطه الخارجي إلى حظيرة لركن السيارات فقط