أجمع المتدخلون في اليوم الأول من الندوة العلمية التي احتضنها أمس الجامع القطب عبد الحميد بن باديس بوهران، حول المسار الثقافي للمرحومين الدكتور عبد المجيد مزيان والدكتور عبد الرحمان طالب، بأن الرجلين يمثلان أحد أقطاب المرجعية الوطنية الداعية إلى العلم والبناء الحضاري والوسطية والاعتدال. وأضاف المتدخلون في النشاط العلمي الذي افتتحه د. يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ود. بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وميلود شريفي والي ولاية وهران، ونخبة من الأكاديميين والعلماء والأئمة، أضافوا في حديثهم عن مسار الفيلسوف عبد المجيد مزيان أن الرجل كان مفكرا وعالما وفيلسوفا، ووطنيا غيورا مخلصا لوطنه، حيث ألّف الكثير من الكتب، وقدّم محاضرات كثيرة منها: «الحضارة والإنسان»، فهو عميد الفكر الإسلامي وساهم في تكوين نواد في الجامعة الجزائرية، كما ذهب بعيدا وتعمق في التاريخ الإسلامي، وبالرغم من تقلده عدة مناصب في الدولة، إلا أنها لم تشغله عن الفكر الثقافي. كما أثنى المتدخلون على المجهود العلمي والثقافي والفكري، الذي بذله الدكتور عبد الرحمان طالب، من أجل تنوير الأجيال، ونشر الدين الإسلامي الصحيح، حيث ألّف أكثر من 40 كتابا وبفضله تم جمع الأحاديث النبوية الشريفة في برنامج رقمي على الكمبيوتر، حتى يتسنّى لكل من أراد البحث عن حديث ما يجده بسرعة. حيث سمّاها «موسوعة الأحاديث النبوية الكبرى»، وتمكّن من تسجيل 200 ألف حديث نبوي، تمّ نشرها في أقراص مضغوطة ككتاب الكتروني وفي مجموعة مجلّدات.