نظم أول أمس، المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان بمناسبة يوم العلم يوم دراسي حول "الرجل المفكر والسياسي عبد المجيد مزيان" شارك فيه كوكبة من الباحثين والمثقفين من جامعتي تلمسان ووهران والذين درسوا تراثه الفكري الذي يبقى علامة في تاريخ الفكر المعاصر. افتتح اليوم الدراسي بمداخلة "د.عباس رضوان" بعنوان "عبد المجيد مزيان عالم اجتماع والفيلسوف حياته وأعماله " ونشط د. عمر الزاوي مداخلته "المناحي الفلسفية في كتابات عبد المجيد مزيان" وتلتها مداخلات "د.بوعرفة عبد القادر" و"د. بن معمر بوخضرة". وقال المتدخلون أن الحديث عن عبد المجيد مزيان والنص الفلسفي هو قراءة للرؤية التجديدية في الخطاب والمقاربة في العلوم الإنسانية، حيث وضع بصماته في تقريب المناحي الفلسفية مع ما جادت به آخر النظريات الغربية المعاصرة في نظرية المعرفة وإبستمولوجية النظر الاجتماعي والفكر ككل، مشيرين إلى إنَّ منهجية النظر التي اتخذها عبد المجيد مزيان سبيلًا في فكِّ شفرة إشكالية الفكر العربي المعاصر والتراث التي تتمثل في الرؤية الواقعية لا تبتعد عن المحيط الثقافي والسوسيولوجي الذي عاشه، فمراعاة الزمان والمكان والبيئة التي نبتت فيها أفكاره تعتبر منهجية عميقة تستطيع الولوج إلى معرفة الحقائق التي بنى عليها نظرياته، كما حاء على لسان "د. محمد السعيدي" وعلى هذا الأساس ينقم عبد المجيد مزيان على كثير من الباحثين الذين تناولوا النص الخلدوني، فألبسوه لبوس النظريات النقدية المعاصرة، مثل الوضعية المادية، الجدلية الهيجلية، وهذا في اعتقاد مزيان خروج عن المنهج الواقعي الحقيقي، المشوهة للنص الخلدوني، فأخرجت نظرياته عن كل دوائر المعقولية لا تحتمل مثل هذه المناهج الفكرية المعاصرة وإضفاء روح العلمية على أفكاره الذي يتميَّز بالمنحى الواقعي المادي التجريبي بعيدًا عن التخمينات الحدسية التأملية ونظرته الحضارية كانت استقرائية وميدانية مخبرية حصيلة لعصارة التجارب السياسية التي خاضها والثقافية والاجتماعية والدينية التي تلقاها عبد المجيد مزيان من حيث غطائها الفكري العام مزجت بين البناء الحضاري والعلمي لتفكيره.