لا تكاد تنام اعين سكان ولاية ادرار منذ 4أشهر ،إلا على خبر غلق مقر عمومي او مجمع بترولي . اعتصامات واحتجاجات على تفشي البطالة والتمييز في فرص العمل التي توفرها الشركات العاملة في حقول النفط ،وأخذت الاحتجاجات منحى تصاعديا خطيرا بعد ان تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب . وازدادت حدة الاحتقان الشعبي ،بسبب تفشي البطالة رغم احتواء هذه الولاية الجنوبية على ثروات مهمة من النفط والغاز ،وهو ما دفع المتظاهرين إلى المطالبة بفتح قضية توزيع فرص العمل في مناطق الولاية الغنية بالثروات . ونظم المئات من المتظاهرين من مدينة تينركوك 270 كلم شمال شرق مقر الولاية ادرار في ماي الماضي ،مسيرة للمطالبة بالإفراج الفوري عن الشباب الذين تم اعتقالهم في وقت سابق ،بسبب الاحتجاجات والمطالبة برحيل رئيس دائرة تينركوك والمجلس المحلي. واسفرت المواجهات التي تفجرت بين الشرطة والمتظاهرين على خلفية توقيف عدد من المشاركين في الاحتجاجات ( عاطلين عن العمل ) عن إصابة 25 مدنيا بجروح . وانطلقت الحركات الاحتجاجية في المنطقة منذ أوائل مارس تفريبا ،حيث نظموا اعتصامات متتالية للمطالبة بمناصب شغل في الشركات التي تشتغل في حقول النفط والغاز في المنطقة ،واضطر الشباب إلى نقل اعتصامهم إلى مداخل هذه الشركات والمجمعات الغازية بعد ان فشلوا في التوصل إلى نتائج ملموسة مع المسؤولين المحليين . وفي وقت لاحق توسعت الاحتجاجات على الشغل في مناطق أخرى جنوب الولاية لتشمل منطقة تيميمون واوقروت ،حيث اعتصم أزيد من 150 شابا أمام مجمع غاز تيميمون 190 كلم جنوب شرق مدينة تيميمون وعلى بعد 120 كلم شرق مدينة اوقروت ،تنديدا بالظروف الاجتماعية المزرية التي يتخبط فيها شباب المنطقة ،حيث أكد المحتجون حينها في اتصال مع « الجمهورية « ان الاعتصام الدي دخل فيه الشباب البطال في الخلاء وسط ظروف مناخية قاسية ،شارك فيه شباب عاطلين عن العمل منحدرين من بلديتي تيميمون واوقروت بدا ب 70 شابا من بلدية اوقروت تنصب خيم امام مجمع غاز تيميمون ليلتحق بالحركة الاحتجاجية 80 اخرون من ابناء تيميمون ،رافعين شعارات تتهم المجمع والشركات والشركات النفطية العاملة بالاقليم بالتلاعب في عروض العمل والتنديد بسياسة التشغيل وتهميشهم من العمل في سوناطراك ،وذلك باعطاء الاولوية لابناء الشمال حتى في ابسط المناصب كالحراسة والتنظيف وغيرها من المناصب العادية ، . في سياق متصل ، اقدم عشرات الشباب الغاضب على وضعيتهم المزرية والاقصاء والتهميش على تنظيم وقفة احتجاجية امام مدخل الطريق المؤدي الى الشركات البترولية الغير بعيد عن بلدية سالي بدائرة رقان من على بعد 120 كلم من مقر عاصمة الولاية ادرار ،حيث طالبوا بحقهم في التوظيف. كما اقدم المحتجون على غلق الطريق بوضع الحجارة في وسطه وعزل الحركة من والى الشركات. وفي هذا الصدد ، اعلن والي ادرار ،حمو بكوش مؤخرا في لقاء جمعه بالشباب البطالين بخصوص التشغيل بالمجمعات الغازية بالولاية ،عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول ملف التشغيل عقب موجة الاحتجاجات .. وفي هذا الجانب ،تم اسداء تعليمات صارمة لمفتش العمل للقيام بالتنسيق مع لجنة التقصي لبحث ودراسة مناصب العمل المتاحة مستقبلا.. وعلى صعيد آخر ،نظم سكان عدة مناطق بادرار ،وقفات احتجاجية على خلفية ندرة وتذبذب توزيع المياه الصالحة للشرب مثل ما هو الحال ببلدية تيميمون وبلدية اولاد سعيد وقصر مولاي العربي ببلدية سالي وغيرها من المناطق ،بالاضافة الى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي بقصر تيطاف ببلدية تامست وكذا بلدية تيميمون ،حيث دخل سكان هذه المناطق في معاناة حقيقية وخوف من الأمراض والاوبئة .