تشهد الجبهة الاجتماعية حملة احتجاجات واسعة عبر كل مناطق الجزائر من مدن وقرى تحمل مطالب تخص قطاع التنمية المختلفة من سكن وصحة وتعليم وتزويد بالمياه والكهرباء والغاز ومختلف المرافق والخدمات و تتزامن هذه الاحتجاجات مع الحراك الشعبي الذي أخرج إلى الشارع مطالب ومعاناة الشعب في شكل شعارات كبيرة و دعوة إلى محاربة الفساد و كشف كل المسيرين الفاسدين الذين يستغلون مناصبهم و نفوذهم ، و السلطة التي حصلوا عليها في الانتخابات من أجل اكتساب ثروات على حساب الشعب و المال العام ، فسوء التسيير و انجراف المسؤولين مع تيار الفساد قد ساهم بشكل قوي في تعطل المشاريع التنموية ، و عرقلة إنجاز الكثير من مرافق الخدمات والهياكل الأساسية من تجمعات سكانية، ومدارس و مؤسسات تربوية متوسطة وثانوية، و مراكز صحية ،وأسواق ،و منشآت رياضية، و تعبيد الطرق، و تهيئة محطات التزويد بالمياه والكهرباء والغاز و كلها تعتبر احتياجات أساسية للمواطن يجب توفيرها، لكن في زمن الفساد وعدم احترام مواعيد تسليم تلك المشاريع تضرر المواطن كثيرا و دفع الثمن غاليا بحرمانه من أبسط الخدمات و أقل قدر ممكن شروط الحياة الكريمة ، كيف لا ونحن نشاهد مدننا الكبرى محاطة بتجمعات السكن الفوضوي الهش الذي يشوه صورتها دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا بإعادة إسكان هذه العائلات و تكتفي بقائمة لا تنتهي من الوعود و المواعيد ، و أكثر من هذا تصيبنا الدهشة و ينتابنا الاشمئزاز أمام مشهد مشاريع سكنية و صحية غير مكتملة تنتظر منذ سنوات قد تعطلت فيها الأشغال بسبب نفاذ الأغلفة المالية و تعاقب عدد من المقاولين عليها دون أن تكتمل ، وغير بعيد عن هذه الفوضى نجد أن كل ما كان يوعد به المواطن في فترة الحملات الانتخابية من وعود وردية يذهب أدراج الرياح بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات و كأن شيئا لم يكن من تلك الوعود الزائفة . و الواقع اليوم هو أن هؤلاء المسؤولين الذين كانوا يملكون سلطة تصريف المال و إصدار القرار ظلوا بعيدين عن مسار التنمية الحقيقي ، ولم يهتموا بإنجاز المشاريع ومراقبة تنفيذها ،بل كان تسيير التنمية في المدن والقرى مثله مثل ما كان يحدث في أعلى هرم السلطة كان يخضع لقوانين و تشريعات «دولة الفساد المصغرة» (...)