كشف مختص في علم الأوبئة الأستاذ بن سعد أن 80 بالمائة من الأمراض المعدية بالجزائر سببها الرئيسي المياه الملوثة و التي تساهم في ظهور الإسهال و الكوليرا و التهاب الكبد الوبائي، معتبرا أن عودة ظهور الكوليرا بالجزائر مؤشر عن وضعية حرجة تستدعي دق ناقوس الخطر. و شدد على ضرورة التحكم الأمثل في الأمراض المتنقلة عبر المياه و الحيوانات من خلال تكاثف كل الجهود و تفعيل الآليات المتوفرة في الميدان . منتقدا في ذات الوقت البرامج المسطرة لمحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه و التي لم تصل حسبه إلى أهدافها المرجوة ، بعدما تحوّل الماء من مصدر للحياة إلى عامل موت ، و هنا دعا إلى ضرورة المراقبة الدقيقة للصحة العمومية و تحسينها من خلال إعادة توجيه المصالح الصحية و البلدية و مديريات الري و المياه بإنشاء فكر استهلاكي صحي لدى المواطن و تحديدا النشء الصاعد. مع توفير البيئة الملائمة و محاربة مختلف المظاهر السلبية من خلال المراجعات الدورية لشبكات المياه ، مكافحة السقي العشوائي ، منع بيع مياه الصهاريج خاصة التي لا تحوز على رخصة أو الصهاريج البلاستيكية التي يتم نقلها عبر الشاحنات و التي لها انعكاسات خطيرة على صحة و سلامة السكان لاحتوائها على بكتيريا سامة نتيجة تعرض هذه الصهاريج لدرجة حرارة مرتفعة . مذكرا أن هناك مرسوم تنفيذي صادر في جويلية 2008 و القاضي بإنشاء بطاقات خاصة بكل صهريج المياه و تحديد شروط التزود بالماء الموجه للاستهلاك البشري بواسطة الصهاريج المتحركة. *ضرورة شرح الطرق الحديثة لمواجهة الأمراض المتنقلة عبر المياه في حين طالب مختص آخر في الصحة العمومية بضرورة تقاسم المسؤوليات و ايلاء الاهتمام الكبير لصحة المواطن التي أضحت في خطر حقيقي ، مع التركيز على الوقاية و تطبيق كل الآليات المتاحة دون إغفال الإجراءات الردعية ،إلى جانب برمجة لقاءات تكوينية موجهة لعمال البلديات و كذا مصالح الموارد المائية و أعوان التجارة و الصحة بإشراك مختصين و جمعيات حماية المستهلك ، يكون هدفها شرح الطرق الحديثة لمواجهة الأمراض المتنقلة عبر المياه و الحيوانات و مشكل التسممات الغذائية. و التي تزداد خطورتها خلال موسم الصيف. في ذات السياق ، شدد خبير في الري على ضرورة معالجة و مراقبة الآبار من خلال تنظيف و طلاء جدرانها بالجير و دعا إلى محاربة ظاهرة سقي المحاصيل بالمياه القذرة. جمعية حماية المستهلك تنصح بعدم شرب الماء من من كأس واحدة لتفادي عدوى السل أما جمعية حماية و إرشاد المستهلك و حسب احد أعضائها ، فإنها تنصح السكان بتفادي شرب الماء الموضوع في الطرقات أمام المحلات أو الأماكن العمومية الأخرى داخل القنينات على سبيل الصدقة بسبب استعمال كاس واحدة يشترك فيه الجميع وهذا ما يتسبب في نقل أمراض خطيرة مثل الإصابة بعدوى السل الذي ينتشر عبر الهواء و الريق و تفضل أن توضع أكواب بلاستيكية لكل شخص يريد الشرب و رميها مباشرة . علما أن ولاية مستغانم بها عديد من الدواوير التي تعاني من أزمة التزود بالمياه الصالحة للشرب و التي ازدادت تفاقما خلال هذا الصيف على غرار قرى دائرة بوقيراط و عشعاشة ، حيث أقدم السكان على اقتناء الماء عن طريق الصهاريج المتحركة و منهم من ما يزال يعتمد على البهائم لتحميل المياه وجلبها من مختلف الينابيع.