- بلديات السانيا ، الكرمة و بئر الجير أثبتت عجزها في القضاء على مظاهر الفوضى و الإهمال رغم تعيين ولاية وهران لرؤساء بلديات جدد بالنيابة على مستوى الكرمة و السانيا و بئر الجير منذ ثلاثة أشهر بعد تورط أميارها السابقين في قضايا فساد الا أنهم لم يتمكنوا بدورهم و لحد الآن من تجاوز مشاكلها والحد ولو جزئيا من مظاهر الفوضى التي تتخبط فيها و التي ازدادت حدتها مع الانسدادات داخل المجالس المنتخبة و سبق لجريدة « الجمهورية « و أن تطرقت اليها في أعدادها السابقة . و مع أنها من كبرى المجمعات السكنية و تحتكم على ميزانيات هامة إلا أنها لا زالت تغرق في النقاط السوداء بسبب المشاريع المعطلة التي لم تستطع اطلاقها خاصة ما تعلق بإعادة الاعتبار للطرقات و التي هي محل انشغال الكثير من قاطنيها مثلما هو الشأن بالنسبة لبلدية الكرمة و السانيا التي تعاني كثيرا من هذا الاشكال و الذي جعلهم يناشدون السلطات المحلية الى ضرورة التدخل و أخذها بعين الاعتبار قبل حلول موسم الشتاء لتفادي تحولها الى برك من الاوحال تعيق حركة المارة و الراجلين على حد سواء ، هذا اضافة الى مشكل الانارة العمومية التي تغيب عن العديد من أحيائها بسبب عدم صيانة الشبكة و كذا شبه انعدام عمليات التحسين الحضري ، مع أنها من المناطق المدرجة ضمن مسار الوفود الاجنبية التي ستحل بولاية وهران في اطار فعاليات البحر الأبيض المتوسط المزمع تنظيمها بعد قرابة السنة و نصف و التي سبق و أن وجهت بخصوصها اللجنة الوزارية التي تضم كل من وزير السكن و العمران ووزير الاشغال العمومية و النقل خلال زيارتها الاخيرة الى ولاية وهران تعليمات لأخذ هذه المناطق بعين الاعتبار مع مراعاة الاتقان في عمليات التهيئة و اعطاء الاهمية للمساحات الخضراء و الجانب الجمالي الذي يعكس صورة عاصمة الغرب الجزائري التي ستحتضن هذا الحدث الدولي ، علما بأنها لا زالت بعيدة عن تحقيق الأهداف المرجوة التي تجعل من وهران حاضرة متوسطية في حال بقي الوضع على حاله خاصة و أنها أثبتت عجزها في الحد من النقائص و لم تستطع حتى التحكم في وضع حد للحزام الاسود للبنايات الفوضوية التي هي في تزايد مستمر بها و أضحت تشوه مظهرها الحضري و ضاعفت من مفارغ النفايات العشوائية و صعبت عليها حتى مهمة ضبط قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي بسبب تزايد عدد الطلبات عليها كما هو الحال بالسانيا و الكرمة ، و شكلت أمامها حجر عثرة حتى لتجسيد تجهيزات و مرافق عمومية ضرورية على غرار المنشآت التربية ببئر الجير حسبما سبق و أن أكدته حتى رئيسة لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي التي أشارت الى أن ديوان الترقية و التسيير العقاري وجد صعوبة في ايجاد أوعية عقارية لانجاز مؤسسات تربوية جديدة أوكلت اليه ، منوهة الى أن حتى الأراضي الشاغرة التي أراد تنصيب ورشاته بها ثبت بأنها منحت في اطار حق الامتياز لخواص لتجسيد استثمارات مع أن الاولية هي للمرافق العمومية يأتي هذا اضافة الى أحيائها التي تتخبط في الفوضى كحي سيدي البشير الذي لم يتخلص بعد من النقاط السوداء حتى بعد ما تم القضاء على أكبر حي فوضوي به ، علما بأن مخطط التهيئة الذي سبق و أن أعلنت عنه السلطات لاعادة الاعتبار لهذا المكان الذي يحاذي مسار الوفود المشاركة في الألعاب المتوسطية لم يفعل و هو ما يظهر جليا من خلال مخلفات هدم البنايات الفوضوية لم تجمع الى غاية الآن رغم مرور قرابة التسعة أشهر على عملية اعادة الاسكان التي سبق و أن استفادت منها 1600 عائلة ، و هو الأمر الذي جعل الكثير من قاطني هذه المناطق يطالبون بتدخل الوالي بغية فرض النظام على هذه المجالس المنتخبة التي أضحت لا تؤدي دورها المنوط بها ، خاصة وأن النقاط السوداء في تزايد مستمر بها و جميع احتجاجاتهم و شكاويهم التي رفعوها لم يولي لها المنتخبون أهمية بسبب الصراعات على المناصب .