خصص الموقع المتخصص «كووورة» تقريرا حول قصة نجاح الدولي الجزائري يوسف بلايلي ومختلف المراحل التي مر بها. وتمثل قصة نجاح الموهوب يوسف بلايلي مصدر إلهام للكثير من عشاق الرياضة وكرة القدم، فقبل رحلة التألق اللافت لابن وهران، عاش لاعب أهلي جدة، محنة شديدة كادت أن تنهي مسيرته مبكرا، حين وقع في فخ المنشطات، وابتعد لنحو عامين عن ممارسة كرة القدم. محنة بلايلي وقعت على شهادة ميلاده الجديد، نجما لامعا في سماء الكرة الجزائرية والعربية والأفريقية، إذ وضع أيامه السوداء قاعدة صلبة لانطلاقة جديدة، محت كل سلبياته، وكل ذلك بفضل إيمان الفنيين في فريق الترجي، ومدربه جمال بلماضي، بقدراته. وبدأ بلايلي مشواره الكروي بالفئات الصغرى لرائد غرب وهران ثم مولودية وهران قبل أن يحصل على فرصة الظهور رفقة الفريق الأول لأهلي برج بوعريريج في موسم 2009-2010 ولعب له 4 مباريات فقط، قبل أن يقرر التوقيع لمولودية وهران لمدة موسمين، ويشارك معها في 47 مباراة سجل خلالها 16 هدفا. بزوغ نجم بلايلي في الدوري المحلي، لفت إليه أنظار الترجي، الذي طلب ضمه مقابل 350 ألف يورو، ليوقع بلايلي عام 2012، على عقد انتقاله لبطل تونس لمدة 3 سنوات. وخاض بلايلي 55 مباراة بقميص الترجي خلال موسمين، سجل خلالهما 10 أهداف، ليعود مجددا إلى البطولة الجزائرية موسم 2014-2015 عبر بوابة اتحاد العاصمة، حيث برز بشكل غير مسبوق، وشارك في 41 مباراة سجل من خلالها 13 هدفا في محليا وقاريا. ولم يكن عام 2015 عاديا في مشوار بلايلي، حيث سقط في فخ المنشطات في مناسبتين، الأولى جمعت فريقه اتحاد العاصمة بمولودية العلمة في دوري أبطال أفريقيا، والثانية أمام شباب قسنطينة في الدوري المحلي، ليعاقب بعدم ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 4 سنوات، قبل أن تخفف المحكمة الرياضية عقوبته إلى سنتين فقط. وألقى الإيقاف بظلاله على حياة بلايلي، وظن كثيرون أنه دخل نفق اللاعودة، إلا أن اللاعب أثبت أن أجمل قصص النجاحات تولد من رحم المعاناة، حيث رفع مستوى التحدي بمواصلته التدرب بجدية رفقة فريقه السابق، مولودية وهران، طيلة فترة إيقافه. وفي موسم 2017-2018 عاد بلايلي للملاعب، عبر بوابة نادي آنجي الفرنسي، إلا أنه قضى موسما صعبا للغاية، الأمر الذي دفعه إلى إعلان تمرده على إدارة ناديه، وطلب فسخ عقده، ليعود بعدها إلى الترجي التونسي، وينجح في قيادته إلى التتويج بدوري أبطال أفريقيا، لموسمين متتاليين، حيث شارك في 51 مباراة، في مختلف المسابقات سجل خلالها 14 هدفا. وبعد نجاحه الكبير بقميص فريق باب سويقة، اختار بلايلي الصيف الماضي الرحيل إلى الدوري السعودي، ليحمل ألوان أهلي جدة، في صفقة قياسية بلغت قيمتها 54 مليون ريال سعودي. التألق الدولي واللقب القاري انتظر بلايلي، سنوات طويلة ليحظى بأول دعوة لمنتخب الجزائر، وذلك في عهد المدرب الفرنسي، كريستيان غوركوف، حيث شارك في مقابلتين وديتين أمام قطر وعمان، أواخر مارس 2015، قبل إيقافه. وجاءت انتفاضة بلايلي الدولية مع قدوم جمال بلماضي، الذي استدعاه لكتيبة المحاربين، للمشاركة في تصفيات أمم أفريقيا، ضد منتخب توغو، يوم 18 نوفمبر 2018. تألق بلايلي رفقة منتخب المحاربين، جعله ركيزة أساسية في تشكيلة المدرب بلماضي، بفضل مهاراته الكبيرة، وانضباطه في التدريبات والمباريات، ما منحه شرف تمثيل المنتخب الجزائري في كأس الأمم الأفريقية. وكتب يوسف بلايلي، اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المحاربين، حيث ساهم بشكل فعال في عودة منتخب بلاده إلى تزعم القارة الأفريقية من جديد، بعد غياب دام 29 سنة عن منصات التتويج، ليصبح بلايلي مثالا يحتذى به في الجزائر والوطن العربي، والقارة السمراء.