ما كان صعبا ومستحيلا، تحوّل سهرة الجمعة إلى ممكن، وما كان حلما تحوّل إلى حقيقة، وأسعد شخص في هذه الأمسية غريبة الأطوار هو بالتأكيد اللاعب الجزائري يوسف بلايلي، الذي صبر كثيرا، ونال لقب رابطة أبطال إفريقيا في لقاء نهائي خالد لن ينساه يوسف بلايلي وقد يجعله البداية وليس النهاية. التونسيون الذين قضوا أياما بلياليها منذ خسارتهم بثلاثية مقابل واحد في برج العرب في الإسكندرية، في تحميل الحكم الجزائري مهدي عبيد شارف كل المسؤولية، ونعتوه بكل الصفات السيئة إلى درجة اتهامه بالرشوة، نسوا هذه الحكاية بعد فوز بثلاثية نظيفة في ملعب رادس بالعاصمة التونسية، وكان من مهندسيه اللاعب الجزائري يوسف بلايلي الذي لعب 80 دقيقة وكان فريقه فائزا بثنائية مقابل صفر، وساهم بفعالية في الهدف الثاني، عندما راوغ لاعبين في وسط دفاع الأهلي المصري، قبل أن يترك مكانه، حيث سجل الترجي ثالث أهدافه، وانتظر صافرة الحكم الإثيوبي ورقص بعد نهاية المباراة وعندما تسلم الكأس وهو يتوشح العلم الجزائري طوال احتفالية الترجي التونسي، ليعود بلايلي للحياة، بعد أن قتلوه خلال سنتين من العقاب، وسلّمه الكثيرون حينها شهادة الوفاة. لن ينسى المعجبون بيوسف بلايلي الصاعقة التي حدثت في خريف 2015، عقب مباراة ضمن دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، أمام مولودية العلمة، حيث تبيّن من فحص للمنشطات، أن اللاعب الذي كان حينها في الثالثة والعشرين ربيعا وفي فنيات تصاعدية والنجم الأول في الدوري الجزائري، تبيّن أنه تعاطى جرعات من الكوكايين، فتمت معاقبته وبدأ الناس ينسون اللاعب وحتى عندما عاد في خريف 2017 لا أحد تصور أن هذا اللاعب سيعود ويتوج بلقب لم يحصل عليه لاعبون كبار في تاريخ الكرة الجزائرية. حمل يوسف بلايلي لقب القارة السمراء وهو في سن ال 26 وثمانية أشهر، عاد من العقاب الذي سلّط عليه دوليا في خريف 2017، فانتقل إلى أونجي الفرنسي في الدرجة الأولى الفرنسية الذي يترأسه الجزائري بن شعبان، ولكن أونجي لم تثق في عودته فتركته مع الفريق الرديف، حيث لعب معه 448 دقيقة فقط، وسجل ثلاثة أهداف، وعندما حلم باللعب للفريق الأول بقي على مقاعد الاحتياط ولم يلعب ولو دقيقة واحدة مع الفريق الأول فقرّر المغادرة بسرعة، وعاد إلى الفريق الذي لعب له ثلاث سنوات في السابق، وفي موسمه الثاني مع الفريق بعد العودة توّج بأغلى لقب يحلم به أي لاعب إفريقي ورمى العقاب السابق وراء ظهره، ومن حقه أن يفكر الآن في تجربة احترافية بعد المشاركة في كأس العالم للأندية التي سيشارك فيها ريال مريد. سؤال كبير يطرحه الجزائريون بعد تتويج يوسف بلايلي بلقب رابطة أبطال إفريقيا، هل يستحق اللاعب دعوة من الناخب الوطني الحالي جمال بلماضي؟ المدرب الوطني وجّه الدعوة إلى العديد من اللاعبين الذين ينشطون في دوريات غير أوروبية، في تونس والسعودية وقطر، وفي قدمي يوسف بلايلي العديد من الدقائق، حيث لعب كل مباريات الترجي التونسي وبكل دقائقها، كما لعب مباريات الدوري التونسي على قلتها، وهو لاعب يمتلك خبرة في القارة السمراء تساعد جمال بلماضي خاصة في منافسة أمم إفريقيا في حالة تأهل الخضر في الصيف القادمة في الكامرون، هكذا يدافع المعجبون بيوسف بلايلي، بينما يرى آخرون بأن المستوى الإفريقي لا يقارن إطلاقا بالمستوى الأوروبي، وعلى بلايلي أن يبرهن عن إمكانياته في دوري أقوى. المهم أن يوسف بلايلي بمجرد أن وصل إلى تونس قادما من تجربة فاشلة في فرنسا، قال بأن هدفه الأول هو التتويج بلقب القارة السمراء، حتى ينسى نهائيا نكسة العقاب الذي أبعده عن الملاعب لسنتين كاملتين، وقد حقق هدفه الأول، ولم يبق الآن سوى تطوير مستواه والعودة إلى الخضر موازاة مع حصوله على تجربة احترافية محترمة مع فريق كبير، وحينها سيكون اللاعب ظاهرة بالإرادة والصبر، ليس على المستوى الوطني، وإنما العالمي، لأنه من النادر أن يعود لاعب مقصى لفترة طويلة إلى المستوى ويتوج بالألقاب. * ب. ع