تأسيس جمهورية جزائرية جديدة مبنية على الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والحق والعدل والمساواة بين المواطنين واحترام الدستور والقانون ولتحقيق ذلك لابد من تحديد الاولويات بوضوح مثل استقلالية القضاء والفصل السلطات بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية واعطاء دور كبير للرقابة على عمل الحكومة والاجهزة التابعة لها والادارة العمومية واضفاء الشفافية على المعاملات المالية والاقتصادية والصفقات العمومية وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية ورفع الحصانة البرلمانية أو حصرها في قبة البرلمان وفصل السياسة عن المال واعلان الحرب على الفساد بكل مظاهره كالوساطة والرشوة والمحسوبية واستغلال النفوذ وشراء الذمم والولاء والجهوية والتزوير وتهريب العملة ونهب العقار والمال العام والتهرب الجبائي وتضخيم الفواتير والتصريح الكاذب والتهريب والمضاربة والاحتكار والغش. ويجب اصلاح النظام الضريبي برفع الغبن على الطبقة الهشة والمتوسطة التي تدفع اكثر ولا تستفيد من الريع الذي يذهب لصالح الاقوياء والاثرياء الذين كانوا يستفيدون من الدعم والقروض الميسرة والاعفاء الضريبي عكس العمال والموظفين وقد يكون تعديل الدستور كبداية للإصلاح الجدي والفعال الذي وعد به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لآنه سيحدد المحاور الكبرى للعمل السياسي والاعلامي والحزبي ويعيد التوازن للسلطات والهيئات بجعلها تتحرك بحرية وشفافية وقابلة للمراقبة والمحاسبة وقادرة على القيام بدورها على احسن ما يرام وسيمكن الدستور الجديد بعد الاستفتاء الشعبي عليه من تعزيز الديمقراطية التشاركية حيث يمكن الاحزاب والمنظمات والجمعيات ووسائل الاعلام من المساهمة في الحياة السياسية بالنقد والنصح والتوجيه عند الضرورة لآنه سيضمن حرية التعبير وابداء الرأي في اطار القانون بعيدا عن القذف والتجريح. فهناك ارادة سياسية قوية بجعل المواطن الجزائري يشعر بوجوده داخل دولته التي يعتبر جزءا منها من خلال المعاملة اللائقة التي يتلقاها من ممثلي الدولة على مختلف الاصعدة والمستويات. فالدولة الجزائرية الجديدة هي دولة الشعب والمواطنة الحقيقية والمساواة فلا فرق بين مسؤول كبير ومواطن بسيط الا بالعمل والاجتهاد والاخلاص والتفاني في خدمة الوطن والدفاع عنه ولا شك ان اعادة الثقة بين الحكومة والشعب سيقوي الجبهة الداخلية ويوحد صفوف الجزائريين ويعيد اليهم الامل والنشاط وشحذ الهمم ويفتح العقول ويقوي الارادة والعزيمة والوصول الى اقامة الجزائر الجديدة المنبثقة عن الحراك السلمي ومبادئ ثورة نوفمبر العظيمة وستكون 2020سنة التغيير والاصلاح والتجديد والعودة الى النبع الصافي لتاريخنا وحضارتنا لننهل منه الماء العذب الزلال.