لا حديث في الشارع الكروي الوهراني خلال آخر يومين سوى عن الخلاف الواقع بين إدارتي فريقي مولودية وهران وجارتها الجمعية بعد مقاطعة في التعامل بين الطرفين عكس حقبتي التسعينات والثمانينات ، فلا مبادرات مشتركة للفئات الصغرى و لا انتدابات متبادلة وفق المقولة الشهيرة عند الجمهور الكروي الوهراني "الجمعية مدرسة و المولودية جامعة". البعد التاريخي بين الفريقين ليس وليد اليوم بل من حقبة الأربعينيات من القرن الماضي ، حينما كان يدعم كل فريق الآخر بالعتاد الرياضي والألبسة ، إلى جانب العلاقة المتميزة بين لاعبي و مدربي الفريقين ، على غرار صداقة المرحوم رقيق المدعو "بونس" والرأس الذهبية فريحة التي استمرت لسنوات عديدة ، ناهيك عن أسماء أخرى صنعت أفراح الفريقين ، على غرار بوحة ، بلهاشمي ، مزيان ، بلعطوي ، عريف رضوان ، قايد ناصر ، حدو مولاي ، بن زرقة في التسعينات و حتى المدرب القدير مشري عبد الله الذي حمل قميص جمعية وهران ، فكان مهندسا لكأسين للجمهورية للمولودية في حقبة الثمانينات. و استمرت العلاقة الوطيدة بين الفريقين رغم حدية التنافس بينهما في مباريات الداربي على المستطيل الأخضر في حقبة التسعينات بين الرئيسين الراحل قاسم ليمام من جانب المولودية و بن دداش من جانب جمعية وهران ، غير أن ذلك النهج لم يستمر خلال العشرية الأخيرة مع مطلع الألفية وذلك لدخول العديد من أصحاب المصالح الضيقة بين الفريقين ما ساهم في تعكير صفو الأجواء بين الإدارتين ليفك الرباط بين المدرسة والجامعة ،و ليبقى الود بين أنصار الفريقين هو الشجرة التي تغطي الحرب الباردة بين ممثلي عاصمة الغرب الجزائري ، رغم أنه خلال موسم 2008/2009عاد ذلك التعاون بين الراحل قاسم ليمام والرئيس الحالي للجمعية مروان باغور الذي يجمع الكثير على أنه رفض كل التحفيزات من الفرق التي نافست المولودية على الصعود والعودة للقسم الأول في شاكلة شباب باتنة التي انتصرت عليها الجمعية داخل ملعب الحبيب بوعقل ما ساعد المولودية على الانفراد بالمركز الثاني آنذاك لتعود الكرة الوهرانية إلى القسم الأول ممثلة في المولودية. كما يعيد أصحاب الذاكرة الكروية أن جمهور المولودية كان له الفضل أيضا في مساندة أشقائه من الفريق الجار في عدة مناسبات مصيرية على غرار المواجهة الشهيرة أمام اتحاد الحراش في ملعب تيموشنت و التي حسمت فيها "لازمو" الصعود للقسم الأول ناهيك عن مواجهة نصر حسين داي في موسم 2014 بملعب بوعقل والتي عادت إثرها الجمعية إلى حظيرة الرابطة المحترفة الأولى بعد 7 سنوات عجاف في الثانية. ولعل مثل هذه الخرجات تبقى عديدة بين الفريقين و من المؤكد أنها ستتكرر مستقبلا ، لكن هذا لم يكن كافيا حتى تحصن ود العلاقة التي طفى تعكيرها على السطح هذه الأيام ما يسمى بقضية متوسط ميدان جمعية وهران بوطيش الذي وقع عقدا مبدئيا مع المولودية وهو ما اعتبره مسيرو "لازمو" طعنة في الظهر رغم العلاقة القوية بين رئيس جمعية وهران مروان باغور والمدير الرياضي للمولودية الطاهر شريف الوزاني ، لتتطور الأمور إلى خلافات حول استغلال ملعب بوعقل ونزل الموحدين المخصص لتربص الفريقين في صراع لا جدوى منه سوى تلطيخ سمعة كرة القدم الوهرانية . وبهدف تقريب وجهات النظر اقتربت "الجمهورية" من المعنيين ، حيث وضح الطرفان بتحفظ كبير سبب الخلاف مؤكدين على أن العلاقة بين الفريقين لن يفسدها انتقال لاعب أو سوء تفاهم حول إجراء تربص أو توقيت مقابلة ودية.