عاشت أسرة كرة اليد الوهرانية فاجعة مؤلمة صباح الأمس و ذلك عقب انتقال المدرب القدير والحكم الدولي فتحي بروايل إلى جوار ربه عقب صراعه مع مرض عضال دام 5 سنوات في صمت رهيب عن عمر يناهز 64 سنة . الفقيد كان واحدا من الحكام الذين شرفوا الجزائر في المحافل الدولية على غرار البطولة العربية للأندية والبطولة الإفريقية للأمم بمصر رفقة رفيقه علال نور الدين ، حيث سبق لهما المشاركة في العديد من التربصات الدولية في كل من بنين ، تونس و البرتغال لنيل الشارة الدولية ، كما شرف الكرة الصغيرة الوطنية بتحكيمه للعديد من المباريات على الصعيد المحلي ، ليختار بعدها فتحي دخول عالم التدريب عقب تخرجه من معهد أحمد زبانة لتكوين إطارات الرياضة "الكرابس" بعين الترك بوهران ، لينطلق مع رحلة التدريب من الفئات السنية لمولودية وهران مع بوخبزة والناخب الوطني مكي جيلالي الذي كان يشرف على الفريق الأول بأرمادة من نجوم كرة اليد الإفريقية والعربية. وتولى عام 1988 زمام الأمور في العارضة الفنية للقلعة الحمراء ساعده حينها أسطورة كرة اليد الجزائرية عبد الكريم بن جميل الذي كان حينها مدربا ولاعبا ، حيث كان الفضل لفتحي في هندسة آخر لقب عربي لفريق مولودية وهرانبتونس للأندية البطلة لتتوقف مسيرة الكرة الصغيرة الحمراوية مع الألقاب العربية في تلك السنة كأحسن ثالث فريق عربي على صعيد التتويجات إلى غاية اليوم خلف الترجي التونسي والأهلي المصري. كما كانت للمرحوم فتحي بروايل تجارب مع جيل جديد في المولودية في حقبة التسعينات على غرار بوعناني ، بوزيان ، نجال ، زندري و غيرها من الأسماء. وسبق للراحل أن أشرف على المنتخب الوطني في تجربة قصيرة رفقة نور الدين هني ، ليقرر عقبها الانتقال للبطولة السعودية أين استمر فيها 6 سنوات كاملة ، دخل بعدها أرض الوطن أين صال وجال شمالا و جنوبا من بوابة أندية واد سلي ، مزغران ، مغنية و ورقلة. واستمر بروايل في تكوين الحكام الشباب ، ليختار أن تكون آخر أنشطته الرياضية الترويج لحملة استضافة وهران للألعاب المتوسطية 2021 سنة 2015 بعد التفوق على مدينة صفاقسالتونسية ، والتي لعب فيها دورا كبيرا في الترويج لملف وهران في كافة الولايات التي زارتها القافلة الترويجية ، ليخوض بعدها فتحي بروايل رحلة معاناة طويلة مع المرض أقعدته الفراش و أبعدته عن الأنظار لقرابة 5 سنوات كاملة ، ليوارى الثرى عصر الأمس بمقبرة عين البيضاءبوهران في جو جنائزي رهيب خلف تأثرا لأفراد أسرة كرة اليد الوهرانية خاصة عقب فقدان واحد من أهم مؤطريها على الصعيد الوطني وحتى القاري و الإقليمي.