تعرف بحيرة ضاية الفرد بمنطقة بلحاجي بوسيف ببلدية لعريشة أقصى جنوبتلمسان تقلص ملحوظ في مياهها على مساحة إجمالية تقدر 1275 هكتار بفعل تراجع المغياثية وجفاف الوديان القادمة من بعض المناطق الصحراوية المجاورة ناهيك عن مشاكل أخرى تواجه فضاءها الطبيعي الرطب المصنف سنة 2004 ضمن اتفاقية «رامسار» بحيث يهددها التلوث الناجم عن الصرف الصحي الذي يتسرب نحو الطبقة الجوفية انطلاقا من مطمورة تقليدية بإقليم الضاية أضف لذلك الحرث العشوائي الذي يتوسع تدريجيا باتجاه موقع البحيرة ببضعة أمتار فقط ومع كل هذا لا تزال ذات البحيرة نقطة عبور لآلاف الطيور المهاجرة و المستوطنة لما للمكان من خاصية ايكولوجية تساعد على العيش و تكاثر الأسراب باختلاف أصنافها . تأخر مشروع محطة معالجة المياه القذرة إن بحيرة ضاية الفرد بالرغم من العوائق التي تصطدم بها طبيعيا تبقى دوما من اهتمامات الحظيرة الوطنية التي وقفت الأسبوع المنصرم على وضعها المتدهور حيث أن بيئتها تتدهور بسبب تصرفات سكان قرية بلحاجي بوسيف الذين يفتقدون إلى محطة لمعالجة المياه المستعملة مما جعل البحيرة قريبة من الخانة الحمراء في حالة بقاء الجهة بدون مشروع و عليه جددت الحظيرة خرجاتها لمعاينة المنطقة الرطبة قبالة التغيرات التي شهدتها جراء هذين العاملين خصوصا و ان الفصل الشتوي من أهم الفترات الحاسمة لمسايرة الإحصاء الدولي للطيور بشكل دقيق على مستوى بحيرة تعتبر من المكاسب الطبيعية لكن مواطنوها يدوسون على ميزتها لعدم التفات المسؤولين الى مشروع سبق له و ان تم تسجيله منذ حوالي ثمانية سنوات لحماية المحيط البيئي المحاذي للبحيرة و لم تظهر عليه مستجدات لحد الآن و بما ان التخوف وارد في حدوث كارثة تمس بالمنطقة الرطبة فان مصالح الغابات و الحظيرة الوطنية تجري دوريا مراقبة فجائية للجهة لأنها مقصد 116 نوع من الطيور المهاجرة و تسعى إلى إبلاء العناية الكاملة لمحيطها من خلال ردع المسببات المذكورة كون البحيرة تعتمد على الأمطار و المياه الجوفية. الأوحال تملأ البحيرة وخلال خرجة ميدانية رافقت «جريدة الجمهورية « المهندسة خديجة مولاي ملياني إطار بالحظيرة الوطنية و هجيرة سعيدي من محافظة الغابات أين تم في البداية البحث عن الجهة المناسبة لقياس المسطح المائي للبحيرة التي كان علوها دون المتوسط نتيجة تعرضها لجفاف متقطع و بعدها تم الشروع في مشاهدة الأسراب التي احتضنتها المنطقة الرطبة بغية عدّها خاصة و أن الفترة الشتوية تزامنت مع الإحصاء السنوي للطيور حيث تم ملاحظة أعدادا معتبرة منها .و أكدت المختصتان احتياج الحظيرة للإمكانيات البشرية و العتاد لان الطيور يستحيل رؤيتها على ضفاف البحيرة بسبب الأوحال التي تمنع دخول البحيرة و يستدعي بعث المطلب للمديرية العامة للغابات و وزارة الفلاحة و التنمية الريفية لدعمهم حتى يتسنى العمل في ظروف حسنة و الحصول على إحصاء دقيق مدامت البحيرة تستقطب الطيور بشتى أشكالها و الحظيرة بدورها مطالبة بتقديم الإحصاء الشتوي بمصداقية للشبكة الدولية لإحصاء الطيور و أثناء معاينة المنطقة الرطبة تم ملاحظة زحف البدو الرحل وهذا ما يتسبب في توسع رقعة الحرث العشوائي . حرث عشوائي يخرّب أعشاش الطيور وقالت المهندسة خديجة مولاي ملياني التي تراقب البحيرة خلال مراحل متعددة أن الحرث و تدمير و تخريب الأعشاش من الجرائم التي طالت طيور المنطقة الرطبة مما أدى بهم الى تحسيس مواطني بلحاجي بوسيف ولكن لم يأبهوا لذلك وهم على علم أن البحيرة الوحيدة ولائيا و بالجهة الغربية و تعد قاعدة سياحية و مصدر للبحوث العلمية لطلبة جامعيين و المحافظة على بقاءها بالطيور المهاجرة و المستوطنة . و قالت عن محطة معالجة الصرف الصحي انه من الضروري الإسراع في إنجازها عوض المجرى الملوث الواقع بالقرية و الذي يزداد سيلانه و رائحته الكريهة كلما حل فصل الحر ولا يمكن تهميش المشروع الذي طالما سمعت عنه الحظيرة في أعوام فارطة و لم يجسد . تحتاج بحيرة ضاية الفرد إلى تسجيل مشروع أخر لإنجاز جدار السد الواقع بلعريشة و الذي انهار سنة 2005 و أدى إلى انسياب سيول الأمطار و تدفقات الوديان القادمة من الصحراء لوجهة أخرى متبعثرة بعدما كانت تتجمع و تتوجه عفويا نحو البحيرة التي أصبحت اليوم تقف على خط الجفاف خصوصا و انه ضربها في سنوات سابقة وقلت فيها الطيور و كادت أن تفقد مكانتها الطبيعية لولا التساقطات المتفرقة التي تجمعت بها لأصبحت ارض يابسة لا تفي الغرض الايكولوجي للمنطقة الرطبة و عليه فان التعجيل في بناء حاجز واقي يضمن جرّ المياه من مجاري و شعاب لعريشة و ضواحيها التابعة لولايات الجنوب المجاورة كحل ضروري لإنقاذ البحيرة .