- ركود في النشاط التجاري و تراجع استيراد السلع الصينية بسبب فيروس كورونا تشهد السوق المحلية ركودا في النشاط التجاري و تراجعا في أسعار الأورو مقابل الدينار الجزائري لأول مرة منذ السقوط الذي عرفه الاورو خلال الصائفة و ما كاد أن يعود إلى مكانته حتى عاد للتراجع من جديد بسبب تداعيات الأزمة الناتجة عن فيروس كورونا. و زاد التراجع المسجل في سعر العملة الاوروبية مع حالة الذعر التي أثارها انتشار فيروس كورونا في الصين التي تعتبر المُصدّر الأول الذي ينعش السوق المحلية منذ سنوات أما الطلب المتزايد على المنتوجات التي تغطي احتياجات الزبون بأرخص الأثمان مقارنة بباقي السلع المستوردة. توتر الأوضاع في الصين و حالة الخوف من انتشار الفيروس أثر على الحركة التجارية و أدى إلى تراجع الطلب من قبل التجار و المستوردين على العملة الأوروبية أمام ارتفاع العرض، مما نتج عنه انخفاض سعر بيع 100 أورو إلى 20 ألف دينار، و سعر الشراء ب19000 دج بفارق يترواح بين 200 إلى 300 دج عن الأشهر الماضية -حسب تجار العملة بسوق المدينة الجديدة و وسط المدينة. تجار يلغون رحلاتهم نحو الصين و للاستفسار عن وضع التبادلات التجارية بالنسبة للمستوردين المحليين بسوق المدينة الجديدة الذي تغطي فيه السلع الصينية نسبة 90 بالمائة من الطلب، و يعتمد أزيد من 70 بالمائة من التجار على استيراد منتوجات الصين علمنا من بعض التجار أنه تم إلغاء كل رحلاتهم التي كانت مبرمجة نحو المدن الصينية مغيرين وجهتهم إلى تركيا ثاني دولة حاضرة بقوة بالسوق المحلية زيادة على اسبانيا رغم فارق الأسعار و التكاليف بالنسبة للتجار خاصة ما يتعلق بالألبسة و الأقمشة و المنتجات المنزلية. كما ذكر تجار آخرون أن عمليات البيع و الشراء تراجعت بنسبة كبيرة منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا نهاية ديسمبر الماضي حيث جمدت كل التعاملات التجارية و الوضع أثر على أسعار العملات و حتى على أسواق البورصات العالمية و على أسعار النفط و البترول في العالم و وصلت تداعيات الأزمة إلى السوق المحلية، معبرين عن ذلك بأن قوة اقتصادية كبرى تسير إلى الانهيار و منها كانت تستمد الأسواق المحلية أيضا قوتها كون المنتجات الصينية كانت تحظى بأكبر نسبة من الطلب لدى المستهلك الجزائري و الوهراني على وجه الخصوص، و هذا ما جعل أغلب المتعاملين الاقتصاديين يتأسفون على خسارة الصين كمصدر هام و يبحثون عن مصادر أخرى بديلة لضمان سيرورة نشاطهم التجاري و تغطية الاحتياجات وفق الطلب. و يتوقع تجار العملات أن أسعار الأورو ستسجل تراجعا محسوسا في الأسابيع المقبلة بسبب الأزمة الناتجة عن فيروس كورونا، معتبرين أن ذلك مدروسا من قبل الاتحاد الأوروبي الذي يبحث عن أسواق جديدة في الجزائر منتهزا فرصة مقاطعة المنتوجات الصينية، و في الوقت الحالي يعيش العديد من المستوردين من تجار الجملة الذين التقينا بهم بالمدينة الجديدة خاصة تجار الألبسة و الأفرشة حالة ترقب و انتظار بعد إلغاء كل الصفقات التجارية مع الصين، مؤكدين أن الأسواق الكبرى بولاية وهران ستعرف ركودا كبيرا بعد نفاذ مخزون السلع الصينية الأرخص ثمنا مقارنة بباقي السلع المستوردة و التي كانت تنافس المنتوج المحلي.