تتزايد تأثيرات انتشار فيروس "كورونا" الجديد (كوفيد - 19), على الاقتصاد والشركات والقطاعات الإنتاجية وأسعار النفط في العالم, وسط تسارع الدول والمجموعات الاقتصادية والمؤسسات المالية لاتخاذ إجراءات احترازية للعمل على احتواء تداعياته السلبية. ويواصل هذا الوباء العالمي انتشاره في العديد من الدول مخلفا مزيدا من الضحايا حيث تم تسجيل 554. 118 حالة اصابة جديدة في 110 بلدا و 281. 4 حالة وفاة ,وملايين الاشخاص قيد الحجر الصحي في العالم, بحسب تقارير رسمية تناقلتها مصادر صحفية اليوم الاربعاء. ولمواجهة فيروس /كورونا/ ( كوفيد - 19), أعلنت الأممالمتحدة عن اتخاذ عدة تدابير وقائية مهمة لمنع المرض واحتوائه إذا طرأ أمر ما. وأكد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية اتخذت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي قرارات صارمة تم إعلام الدول الأعضاء بها, داعيا الى متابعة كل ما يستجد من أحدث الإرشادات التي تقدمها الحكومات ومنظمة الصحة العالمية. وأبلغ الدكتور تيدروس غيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية , الصحفيين في جنيف في وقت سابق, أن /كورونا/ وجد موطئ قدم له في الكثير من البلدان وأن تهديد الوباء بات حقيقيا, مشددا على أن هذا قد يكون أول وباء في التاريخ يتم التحكم به. واتخذت العديد من الدول إجراءات احترازية من بينها تعليق الرحلات ومنع التجمعات وإرجاء اللقاءات والمؤتمرات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية الى جانب غلق المدارس. ففي الصين, أين ظهر تفشي الوباء وصل إجمالي عدد الحالات المصابة بالمرض إلى أكثر من 80 ألف شخص وعدد الوفيات إلى 3119 حالة وفاة . أما في إيطاليا التي باتت هي احدى أكبر بؤر الفيروس خارج الصين, تم تسجيل 230 حالة وفاة واكثر من 5800 حالة اصابة. وعلى خلفية ارتفاع أعداد المصابين والوفيات في هذا البلد , أعلن رئيس الوزراء الايطالي, عزل ايطاليا بالكامل وتطبيق اجراءات العزل الصحي في كافة اراضي البلاد ابتداء من امس الثلاثاء, لتشمل فرض قيود على كافة التنقلات وحظر جميع التجمعات العامة. وأمرت الحكومة الإيطالية في وقت سابق من هذا الأسبوع بإغلاق المدارس والجامعات ودور السينما والمسارح. الحكومة الإسبانية, من جهتها, حظرت التجمعات الكبيرة في العاصمة مدريد وغيرها من المناطق المتضررة وأوقفت الرحلات الجوية التجارية إلى إيطاليا. وفي الوقت نفسه, علق مجلسا البرلمان الجلسات المقررة لهذا الأسبوع, واعتبارا من اليوم سيتم إغلاق المدارس وروض الأطفال والجامعات في العاصمة مدريد التي سجلت ما يقرب من نصف عدد الحالات في اسبانيا وهي 1639. كما اتبعت اليونان نفس النهج وأعلنت عن الإغلاق المؤقت لجميع المدارس والجامعات ومراكز رعاية الأطفال النهارية ودور الحضانة لمدة 14 يوما. وفي النمسا, أمر المستشار سيباستيان كورز بإغلاق جميع المعابر الحدودية مع إيطاليا المجاورة وحظر جميع التجمعات لأكثر من 100 شخص داخل مكان واحد وحوالي 500 في التجمعات الخارجية.
--- تضرر الاقتصاد العالمي من الفيروس-- من جهة أخرى, حذرت المؤسسات المالية الدولية من أن الانتشار المستمر لفيروس كورونا سيخفض النمو العالمي في 2020 . فأكد خبراء اقتصاد تابعون للأمم المتحدة أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي الناجم عن الفيروس قد تصل إلى "انخفاض قدره 50 مليار دولار" في صادرات الصناعات التحويلية في جميع أنحاء العالم خلال شهر فبراير وحده. وقالت رئيسة قسم التجارة الدولية والسلع التابعة لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد), باميلا كوك-هاميلتون, ان من بين الاقتصادات الأكثر تضررا مناطق مثل الاتحاد الأوروبي (15.5 مليار دولار) والولايات المتحدة (5.8 مليار دولار) واليابان (5.2 مليار دولار.) وكوريا الجنوبية (3.8 مليارات دولار) وفيتنام (2.3 مليار دولار), مضيفة أنه بالنسبة لاقتصادات الدول النامية التي تعتمد على بيع المواد الخام فإن الشعور بهذه الأضرار "مكثف جدا". ونشر الأونكتاد في جنيف "مذكرة تقنية" تتناول تأثير فيروس كورونا في التجارة بين الدول, وتقيِّم الآثار الاقتصادية المرتبطة بالتفشي بمختلف درجاته الذي شهدته الكثير من دول العالم ومن بينها الصين. وقال التقرير أن تدابير احتواء الفيروس في الصين- قد تسببت بالفعل في "انخفاض كبير في الإنتاج". واضاف أن الصين التي أصبحت خلال العقدين الماضيين "أكبر مصدِّر في العالم وجزاء لا يتجزأ من شبكات الإنتاج العالمية" قد وطدت نفسها كمزود رئيسي للعديد من مدخلات ومكونات المنتجات المختلفة مثل السيارات والهواتف المحمولة والمعدات الطبية وغيرها , موضحا "انخفاضا كبيرا" خلال الشهر الماضي "في مؤشر المشتريات التصنيعية في الصين بحوالي 20 درجة وهو ما يمثل أدنى حد انخفاض تم تسجيله منذ عام 2004". وأشار الى أن انكماشا بنسبة 2% في إنتاج الصين له آثار مضاعفة تظهر على مجمل انسياب الاقتصاد العالمي, وهو ما "تسبب حتى الآن في انخفاض يقدر بنحو 50 مليار دولار أمريكي" في التجارة بين الدول , وأن القطاعات الأكثر تضررا من هذا الانخفاض تشمل "صناعة الأدوات الدقيقة والآلات ومعدات السيارات وأجهزة الاتصالات." وفي خطوة استباقية , كانت لجنة من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا عقدت اجتماعاً في مقر المنظمة في فيينا في الرابع من فبراير لمناقشة ردها على انتشار فيروس كورونا وتأثيره على الطلب العالمي على النفط خاصة وان أسعار النفط تسهد حاليا تراجعاً كبيراً منذ بداية العام الحالي في ضوء القلق على اقتصاد الصين المستهلك الكبير للنفط بسبب فيروس كورونا. وزراء المالية و محافظو البنوك المركزية لدول مجموعة ال20 أعلنوا من جهتهم عن مراقبتهم "عن كثب" تطورات الفيروس بما في ذلك تأثيره على الأسواق و الظروف الاقتصادية, معبرين عن دعمهم للتدابير الدولية و تقديم المساعدة التي من شانها احتواء الوباء و الحد من انتشاره. وتشمل الإجراءات التدابير المالية والنقدية حسب الحاجة بهدف دعم الاستجابة لمقاومة الفيروس ودعم الاقتصاد خلال هذه المرحلة والمحافظة على متانة النظام المالي.