أنا لا أكتب ۰۰۰ أنا فقط أستدعي حواسي كلّها غير منقوصة أروّضها على العبث بالصّفحات الشّريدة أطرحها على أرضية لزجة و أتركها تتزحلق على جروحي الطّريّة هكذا فقط كنت أستطيع أن أضمدها و أضمن شفاءها أنا لا أكتب ۰۰۰ أنا فقط أحاول أن أتموسق مع النّشاز الّذي بات يصمّ الآذان و يفسد الأغاني الجميلة 00 يشوّش على صوت المطر و هو ينقر على زجاج نافذتي كلّ صباح يعكّر صفو السّكينة الّتي ترافق مساءاتي الرّتيبة و يصرّ على أن يطردها إلى ما وراء النّص . ۰۰۰۰ إلى ما بعد النّبض أنا لا أكتب ۰۰۰ ولا أصنع شيئا كبيرا أنا فقط أشيّد القصور من رمل المعاني و أرش عليها من رذاذ البوح. أنساق حافية القلب نحو غواية الحرف يسحرني بقدّه الممشوق و يثير قريحتي أنا لا أكتب ۰۰ أنا فقط أستوعب نفسي أكثر من اللازم أتغلغل بين تلافيفها أصغي إلى أنفاسها الحارّة و الباردة أحسّ بموضع الغدر ولا أخطئه أشم رائحته عن بُعد أميال وحده من يستفز خلاياي الميّتة و ينشطها حتّى النّوم لا يمكنه أن يستغفل صحوتي في الليل عندما يهدأ الكون تبدأ فوضاي الكبرى أغرق في تساؤلاتي عن الوجود و الكينونة كيف للأرض أن تدور و أنا جاثمة بمكاني لا شيء تحرّك من حولي أنا فقط من أتحرّك أنا لا أكتب أنا فقط أفتح عيناي بكلّ وساعتهما و أحدّق في الفراغ في النّصوص الطّويلة الّتي لم أكتبها بعد في الرّسائل الّتي لا تزال عالقة بالصّندوق الوارد لهاتفي الذّكي بالحقائب الّتي لم أتجرّأ على فتحها منذ آخر سفرة لنا تستوقفني كلّ المحطات الّتي عبرتنا كلّ ما عاد يهمني تفاصيلنا الصّغيرة لأنّها نحن أنا لا أكتب أنا فقط أصرخ عندما تتعاظم الأنَّات بداخلي تنفلت الحروف من مسبحتي الصّوتية تخِرّ عى الورق منهكة القوى تستسلم للحبر و تُفضي له أسرارها الكونية تبوح له عن كلّ ما قيل و ما لم يقال هكذا فقط تذعن لجبروته حبًا و طواعية ..