يرى الأخصائي النفساني السعيد بلحيمر بضرورة إبلاء عناية خاصة للبعد النفساني للإنسان حتى نجعله في حماية وفي منأى عن كل المستجدات الخطيرة من أوبئة وحروب وصدمات خارقة وغيرها ولابد أن نرى الإنسان من الجانب النفسي قبل أن نراه جسدا ملقيا اللوم على أصحاب الحل الذين غيبوا هذه المسألة الهامة جدا مضيفا في هذا السياق أنه لو وضعنا إحصائيات دقيقة لوجدنا عدد الذين يموتون من الخوف الذي ينتابهم جراء تفشي وباء كورونا أكبر من المصابين من الفيروس ذاته لاسيما أولئك الذين يعانون هشاشة في شخصيتهم وغالبيتهم من العنصر النسوي . و يؤكد الدكتور أن مرحلة الطفولة هي الأرضية القاعدية التي ينبني عليها مستقبل شخصية الإنسان و سلوكاته ولابد من إحاطتها بعناية من كل الجوانب . فالطفل الذي يلاقي فيضا من الحنان من طرف الأبوين والحماية المفرطة من الجد والجدة سيجد نفسه عند بلوغ سن المراهقة ( 16عاما )لديه فائض من الأفكار المتصارعة لن تخرج عليه بخير بل وتجعله مراهقا هشا إلى درجة فقدان الثقة بالنفس ثم الإصابة مع مرور الوقت بالوسواس القهري الذي يكون عنده قابلية للتأثر بأي مستجد والخوف من أي شيء منها الأمراض والأوبئة كوباء كورونا ما يؤدي به إلى العيش في عزلة مرضية وليس عزلة احترازية من الداء في محاولة منه للهروب من الواقع و من الناس جميعا , وعليه يتوجب التكفل نفسيا بمثل هذه الحالات و إخضاعها إلى جلسات نفسية دورية والعلاج هنا لابد أن يمس أبعاد شخصيتها المنهارة. وفي هذا السياق أفادنا بلحيمر باستقباله في هذه الأيام ل 3 حالات من هذا النوع تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 17 سنة انتابهم الخوف من وباء كورونا أو ما يسمى بفوبيا كورونا فأخضعهم إلى جلسات نفسية مؤكدا بأن تأخر إيجاد العلاج الشافي لوباء كورونا ستكون له تداعيات في ظهور حالات أخرى كثيرة.