ميلود مراد بن عمارة وجه سينمائي و تلفزيوني مقيم بايطاليا ، قدم الكثير من الأعمال المسرحية والجولات الفنية في مسقط رأسه بمدينة وهران وبعدة ولايات جزائرية بداية سنوات التسعينات من القرن الماضي، انتقل للعيش بمدينة روما الإيطالية ، وواصل رحلته الفنية عبر العديد من الأفلام التلفزيونية والسينمائية التي حصد من خلالها العديد من الجوائز الدولية ..ومن أجل التعرف على يومياته في الحجر المنزلي ، تواصلنا معه و أجرينا اللقاء التالي : - كيف تعيش ساعات الحجر المنزلي في بيتك بروما ؟ أنا قلق جدا بسبب الوضعية التي تعيشها إيطاليا بسبب فيروس « كورونا « المستجد، لكن في نفس الوقت متفائل لأن السلطات الايطالية قائمة بدورها، كما أن هناك وعي كبير لدى المواطنين ، أما بخصوص يومياتي، فأنا أعيش في الحجر المنزلي منذ أكثر من شهر رفقة عائلتي الصغيرة، وأعمل على توفير مؤونة تكفي أسرتي في هذا الظرف الصعب، كما أننا نتبع جميع التعليمات التي أقرتها السلطات الإيطالية باعتبار أننا في حمايتنا كجالية جزائرية . - شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي كيف يحاول الإيطاليون التغلب على أزمة « كورونا « من خلال الغناء في الشرفات.. ما تعليقك؟ لقد أطلق الإيطاليون في بداية الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مواعيد عبر الشرفات من أجل الغناء والرقص و إلقاء قصائد شعرية معا، وذلك من أجل تكريم موظفي الصحة وشكرهم على العمل الذي يقومون به في سبيل إنقاذ المواطنين من هذا الوباء في جميع المستشفيات ، و ثانيا من أجل التغلب على عامل الخوف الذي بدأ يسيطر على الكثير من الناس بسبب ارتفاع حصيلة الموتى جراء هذا الفيروس القاتل، لكن مع مرور الأيام توقفت هذه المبادرات خاصة من قبل الفنانين البارزين في إيطاليا ، لأن عدد الوفيات تضاعف بكثرة و فضل الجميع أن يقفوا وقفة صمت ترحما على أرواح المتوفين . - كفنان مغترب ،ما هي النصائح التي تقدمها للشعب الجزائري ؟ لا تختلف التوجيهات التي أُقدمها عن النصائح التي تبثها يوميا السلطات الجزائرية عبر وسائل الإعلام بكل أنواعه و المتمثلة بالدرجة الأولى في البقاء في البيوت و الاعتزال عن التجمعات، لأنها الوسيلة الوحيدة للقضاء على هذا الفيروس القاتل ، طبعا يستثنى منها الحالات المستعجلة ، كما يجب تفادي لقاء الأصدقاء لأن لا أحد يستطيع معرفة إذا كان حاملا لهذا الوباء أم لا !! ، و بالتالي يمكن نقل العدوى لأهله و تكون الكارثة على الأسرة بأكملها و حتى على الجيران و غيرهم ، لهذا عندما تقول السلطات الجزائرية يجب البقاء في البيت ، فلابد من تنفيذ الأمر بجدية و صرامة للحفاظ على الأرواح البشرية .. - بعض الأشخاص لازالوا يستهينون بخطورة الوباء، ماذا تقول لهم ؟ في بداية الأمر، الشعب الإيطالي لم يأخذ ظاهرة فيروس كورونا بجدية، فكانت حصيلة وخيمة جدا، وهي ترتفع يوميا إلى أن وصلت إلى آلاف الضحايا، لذا أنصح الجميع بتوخي الحذر، واستعمال الوسائل الوقائية اللازمة، مع ضرورة بقاء الجميع في بيوتهم، لأنها الطريقة الوحيدة لمحاربة كورونا، هذه نصيحتي لكل الشعب الجزائري الحبيب.. - حدثنا عن أهم أعمالك الفنية ؟ انطلق مشواري الفني من خلال المسرح بداية التسعينات بوهران، تحت إشراف الأستاذ والفنان عبد الوهاب حاكم ،حيث قدمنا العديد من الأعمال المسرحية للكبار و الصغار ضمن فرقة «كواكب 77 « المسرحية ، و بعض الأعمال الفنية رفقة الأستاذ محمد ميهوبي .لكن مسرح الطفل يبقى أجمل تجربة في حياتي ، بعدها واصلت مشواري الفني بإيطاليا ، وشاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والوثائقية و السينمائية ، و « همام « هو آخر فيلم سينمائي شاركت فيه، و تحصلت من خلاله على جائزة أحسن أداء رجالي بمهرجان البندقية الدولي . - ما هي رسالتك من روما لأهلك بوهران ؟ عندما يكون الابن غائبا عن البيت ، يكون الأبوان في حالة قلق شديدة خاصة مع تفشي فيروس كورونا ، وأنا من بيتي في الحجر المنزلي في روما، أقول لهما أنا و عائلتي بخير ، و أطمئن كل أحبابي و أصدقائي الغاليين خاصة الأسرة الفنية بوهران و كل القطر الجزائري على سلامتي و أتمنى من الجميع أن يتبع التوجيهات و الإرشادات التي تقدمها لهم السلطات الجزائرية لأنها تصب في مصلحة سلامتهم ،..و آخر شيء أوصي به الجميع « إلزم بيتك تحمي نفسك و عائلتك « . .