لم تقتصر المضاربة في الأسعار وجشع التجار والصيدليات على رفع ثمن مستلزمات التعقيم كالكمامات والقفازات ومعقمات الأيدي والزيادات في ثمن المواد الغذائية التي عرفت ارتفاعا جنونيا منذ ظهور فيروس «كورونا». وإنما امتدت حتى إلى دلاء مواد التعقيم التي تستعمل في تطهير المنازل والعمارات والشوارع والتي ارتفع ثمنها بثلاثة أضعاف من 1800 دج إلى 5000 دج، وهذا بسبب كثرة الطلب عليها خلال الآونة الأخيرة من قبل أرباب المنازل والشباب المتطوعين والبلديات والمديريات الذين اقتنوا كميات معتبرة لاستعمالها في تطهير الأحياء والشوارع للوقاية من عدوى الوباء، بعدما كان يقتصر استعمالها في السابق على المستشفيات والعيادات والمدارس التي كانت تعقم من قبل مؤسسات تنشط في المجال، ورغم العمل النبيل والهام الذي تقوم به هذه الفئة إلا أن ذلك لم يشفع لها عند الانتهازيين الذين استغلوا الوضع للربح السريع غير مبالين بالأوضاع التي تمر بها البلاد والتي تستدعي تجند الجميع من أجل مواجهة هذه الظروف الاستثنائية، وهو ما أكده العديد من المواطنين الذين صرحوا بأنهم تفاجأوا بالارتفاع الملحوظ في ثمن هذه المعقمات التي تقضي على الفيروسات والذي أثر على البرنامج الذي سطروه للتدخل لتطهير الأحياء السكنية، ودعوا في هذا السياق مديرية التجارة إلى ضرورة تعزيز الرقابة على المحلات التي تقوم ببيعها بغية القضاء على هذه الظاهرة ووضع حد لتجاوزات التجار والاحتكار . يأتي هذا في الوقت الذي طالب فيه مختصون التجار إلى ضرورة التكافل في هذا الوضع وخفض تسعيرة دلاء هذه المعقمات حتى يتسنى تطهير أكبر قدر من الشوارع والأحياء والأماكن العمومية، ودعوا في ذات السياق المواطنين إلى ضرورة الالتزام بالحجر الصحي الذاتي بغية تفادي إعادة ظهور الفيروسات التي تقضي عليها المعقمات، وشددوا على أهمية التزام التدابير الوقائية من فيروس «كورونا» والابتعاد عن حالة الهلع الذي استغله التجار للمضاربة والاحتكار وتفادي التواجد في الأماكن المكتظة بالناس .