الاعتقاد السائد حاليا لدى خبراء المال والسياسة والاقتصاد أن شكل العالم بعد جائحة كورونا كوفيد 19 سيكون مختلفا تماما عما كان قبلها واغلب التحليلات والتوقعات تبدو متشائمة وترى اننا سنمر بأزمة اقتصادية واجتماعية خانقة تتخللها اضطرابات وصراعات وتوترات في العلاقات القائمة بين الدول وسينعكس ذلك سلبا على المنظمات الاقليمية والدولية مثل الاتحاد الاوربي ومنظمة الاممالمتحدة والمنظمات التابعة لها وتهديد الولاياتالمتحدةالامريكية بقطع المساعدات عن منظمة الصحة العالمية يعتبر بداية لذلك إن تحقق وهذا السيناريو القاتم يذكرنا بفترة مابعد الحرب العالمية الاولى ومصير عصبة الامم وازمة 1929وصعود النازية والفاشية في اوربا والاتجاه نحو الحرب العالمية الثانية وما تلاها من ترتيبات وتنظيمات تصب في الاتجاه المتفائل حيث انشئت منظمة الاممالمتحدة وتحررت الكثير من الشعوب المستعمرة ورغم الحرب الباردة بين المعسكرين الراسمالي والشيوعي فقد ظل التعايش بينهما قائما ونهضت اوربا بمشروع مارشال الاقتصادي واسترجعت مكانتها وقد استطاع النظام الدولي التغلب على كثير من الازمات السياسية والمالية والاقتصادية منها أزمة الرهن العقاري سنة 2008 ولهذا أجدني ضمن المتفائلين بانفراج الاوضاع بناء على عدة معطيات وحقائق فدول الاتحاد الاوربي ستخصص غلافا ماليا كبيرا يقدر ب 550 مليار دولار لتمويل المشاريع ودعم المؤسسات ومساعدة الدول المتضررة من الجائحة مثل إيطاليا واسبانيا وربما اليونان فسقوط الاتحاد الاوربي وتفككه بعيد الاحتمال واوربا الغربية لها امكانيات كبيرة للنهوض من صناعة وزراعة وهياكل قاعدية ويد عاملة مؤهلة وكفاءات بشرية وكذلك الولاياتالمتحدة التي ستعالج جروحها بسرعة وتدعم اقتصادها بضخ الاموال كما وعد رئيسها كما أن العملاق الصيني سيقوم بدور المنقذ عبر العالم من خلال القروض الميسرة والاستثمار ومما يساعد على الخروج من الازمة احتمال وجود طلب على البضائع والاقبال على الاستهلاك بعد الخروج من العزل والحجر والتغلب على هاجس الخوف وهذا ما يسمح بزيادة الانتاج وتوفر فرص عمل جديدة للتخفيف من مشكلة البطالة الظرفية والمؤقتة فالنظام الراسمالي معروف بأزماته لكنه يستطيع ايجاد الحلول لها....