لقد أظهرت لنا جائحة فيروس كورونا أن الدولة الجزائرية قوية بقياداتها العليا وشعبها وقادرة على مواجهة كل الشدائد والازمات مهما كان نوعها بوعي وحكمة حسن التسيير والتدبير وقد اقترب وقت الفرج وستنجلي هذه الغمة نهاية شهر افريل اذا التزم الجميع بالحيطة والحذر وتطبيق الاجراءات الوقائية لقد برهن المواطنون أنهم ينهضون وقت الشدة يستجيبون لنداء الوطن ومساعدة المرضى والمحتاجين وما نلاحظه من تضامن من الافراد والاسر وتحرك أهل الخير والاحسان والجود والكرم على مختلف المستويات لجمع المساعدات والاعانات وتوزيعها على مستحقيها وارسال قوافل المساعدات الى أهلنا في ولاية البليدة من جميع مناطق الوطن يبعث فينا الامل و الثقة والتفاؤل فقد زال الشك والتخاذل والكسل والاتكال وظهر الحق والصدق والاخلاص والنشاط والعمل وعلينا أن نستغل هذه الحركة الشعبية المباركة لندعمها ونجعلها دائمة كاسلوب حضاري ونشاط اجتماعي وقد اقترب شهر رمضان الذي سيكون مختلفا هذه السنة عما سبقه بفعل بفعل هذا الوباء الذي أرعب العالم واحدث خسائر مادية وبشرية غير مسبوقة وفرق بين المرء والابناء والاحباء وباعد بين الناس وشل حركتهم وفرض عليهم الحجر الصحي والاختباء في البيوت وشل المؤسسات الاقتصادية والصناعية واجبر ملايين العمال على البطالة وضيق العيش ينتظرون المساعدات ولم تكن بلادنا بمنأى عن ذلك. فلدينا الكثير من العائلات فقدت مصدر رزقها وانضمت الى الفقراء والمحتاجين ولو مؤقتا لهذا فإن العبء ثقيل يحتاج منا جميعا المساهمة في النهوض به والاستعداد له من الآن فلا نترك أخواننا وجيراننا يعانون من الفقر والحاجة في شهر رمضان الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات ويزداد فيه الاجر ويكثر فيه عمل الخير والبر والاحسان وعلينا أن نفكر مستقبلا في ترشيد الصدقات باقامة مشاريع موجهة الى الفئات الهشة وجعل تبرعاتنا صدقات جارية ولنا في اجدادنا القدوة الحسنة باعادة تنظيم الاوقاف والتشجيع عليها لتكون مصدرا دائما للفقراء والمساكين والله لا يضيع أجر المحسنين