الانهيار الكبير لأسعار الذهب الأسود والناجم عن الصراع بين روسيا والسعودية الذي أدى إلى إغراق السوق العالمية بكميات فائضة و سيلقي بظلاله على اقتصاديات الدول المصدر لهذه المادة المحركة للاقتصاد العالمي الذي يعاني من هزات عنيفة بسبب جائحة كورونا التي شلت الحركة في مختلف الدول وأرغمت الناس على الاختباء في بيوتهم و يبدو أن الجزائر قد تنبهت لهذه الأزمة في وقت مبكر وأخذت الاحتياطات اللازمة لمواجهتها رغم تضاعف الأخطار بفعل وباء كورونا الذي زاد من ثقل المسؤولية و ولكنها لن تضطر إلى الاستدانة من الخارج فمواردها المالية تكفي لتجاوز المحنة بكل نجاح في حالة التزام المواطنين بتطبيق إجراءات الحجر الصحي للوقاية من هذا الوباء الخطير والتخلص منه قريبا والعودة إلى الحياة العادية وقد سبق لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التأكيد أن الجزائر لن تذهب إلى المديونية الخارجية فلديها 60 مليار دولار ومشترياتها من المواد الغذائية لا تتجاوز 9 ملايير دولار في السنة ولها احتياطي من القمح يكفي ل 5 أشهر وموسم الحصاد قريب وجاء التأكيد مرة ثانية على لسان الوزير المستشار للاتصال برئاسة الجمهورية السيد بلعيد محند أوسعيد خلال ندوته الصحفية حيث قال أن الجزائر متحكمة في الأزمة الناجمة عن انهيار أسعار النفط وقد اتخذت الإجراءات اللازمة لمواجهتها منذ شهرين في مجلس الوزراء بإشراف رئيس الجمهورية وكانت تتوقع حدوثها فقررت تخفيض الوردات ب 30 بالمائة وتخفيض من الأموال المخصصة للدراسات والخدمات الخارجية فاللجوء إلى المديونية الخارجية غير مطروح حاليا بالإضافة إلى التحكم في التسيير المالي وتجنب التبذير وتهريب الأموال إلى الخارج ومكافحة الفساد بكل أنواعه والثقة الكبيرة التي تحظى بها الحكومة ورئاسة الجمهورية من قبل الشعب الجزائري الذي اظهر وعيا سياسيا كبيرا وتضامنا بين فئاته لمجاوزة المحنة دون أن يعبأ بمرددي الإشاعات المغرضة والمشككين الذين لا يريدون الخير لبلادنا