منظفات ملتزمات بالحجر لم يرون عائلاتهم منذ شهر ونصف في قطاع الصحة هناك جنود يعملون في صمت وهدوء، يلعبون دورا مهما في ساحة المعركة وهم من يقومون بتهيئة الظروف الملائمة لإنجاح الحرب ضد "كورونا" من قبل الجيش الأبيض، عمال وعاملات النظافة يواجهون الوباء بعزيمة وصبر رغم اتصالهم المباشر بالمرضى في مصالح "كوفيد 19" بمستشفيي بن زرجب وأول نوفمبر 1954، يقفون جنبا إلى جنب مع الاطباء والممرضين في أنبل مهمة يقومون بها منذ بدء انتشار الجائحة متخلين عن حياتهم العادية وعن عائلاتهم في أصعب الظروف. بعد تخصيصنا مساحات واسعة من الأعداد السابقة للحديث عن الأطقم الطبية وشبه الطبية وكل الواقفين في الصفوف الأولى لمجابهة الوباء كان من الواجب أن نقف وقفة عرفان لفئة عمال وعاملات النظافة داخل مصالح وغرف التكفل بمرضى "كوفيد 19" فهم بدورهم لديهم ما يقولون لأنهم يقفون أيضا وجها لوجه مع الفيروس، يسهرون على مدار اليوم والليلة وبشكل مستمر على تنظيف الغرف ونقل النفايات الطبية، ويوزعون وجبات الأكل على المرضى زيادة على مبادراتهم في تقديم الرعاية الطبية وبعض الخدمات الإنسانية. وكان لجريدة "الجمهورية" لقاء مع بعض عمال وعاملات النظافة بالمصالح المخصصة لكوفيد 19 على مستوى مصلحة الأمراض المعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي د. بن زرجب، ومصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بإيسطو حيث تحدثنا معهم عن أوضاعم في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي اختارهم فيها القدر أن يكونوا ضمن جيش المرابطين الشجعان لأن النظافة من الإيمان وسبيل آخر لتحقيق الرعاية الطبية والشفاء. وبالرغم من حالتهم الاجتماعية السيئة يصرون على البقاء الى النهاية رغم حالة القلق التي ترافق بعضهم خاصة المنظفات إلا أنهم متمسكات بالصبر والشجاعة كما قلن وجميعهم يرددون عبارة واحدة "ربي الستار" مدركين أنهم عرضة للإصابة بالفيروس في أية لحظة ما جعل الأغلبية يفضلون الالتزام بالحجر الصحي بالفنادق بعيدا عن أبنائهم وعائلاتهم منذ شهر ونصف، ونتحدث هنا عن المنظفات الأكثر عرضة للعدوى نظرا لطبيعة عملهن داخل الغرف التي يتواجد فيها المرضى حيث يقمن بمسح الأرضيات وتنظيف الحمامات ونقل النفايات الطبية الى خارج المصلحة ومن هناك تبدأ مهمة رجال النظافة في نقل النفايات الطبية وتحويلها إلى المفرغة العمومية مع الحرص على نظافة المحيط الخارجي للمصالح الاستشفائية.