- ملف الذاكرة أولوية وهناك إرادة إيجابية من قبل الرئيس الفرنسي جدد وزير الشؤون الخارجية , صبري بوقدوم, أمس, رفض الجزائر لأي تدخل أجنبي في ليبيا, مشيرا في ذات الوقت إلى أن كافة الاطراف الليبية تطالب «بتدخل الجزائر واستكمال جهودها في إطار حل الازمة الليبية». وأكد السيد بوقدوم - خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة الشعب أن الجزائر «تعمل مع مختلف الاطراف المهتمة بالشأن الليبي, لاسيما دول الجوار للوصول في أقرب الآجال إلى إنجاز مخرج يضمن استعادة السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق». وقال «ان المقاربة التي تعتمدها الجزائر بالتنسيق والتشاور مع أشقاءها من دول الجوار تهدف الى إيقاف التصعيد بجميع أشكاله وجمع الاشقاء الليبيين حول طاولة الحوار دون أي تدخل خارجي « — و أوضح أن هذا المسار «يبدأ بوقف إطلاق النار والتخلي عن الحسابات الظرفية لاستعادة الثقة بين الاطراف الليبية والبدء في حوار يضم مختلف مكونات الشعب الليبي لاستعادة السلم وتحقيق التطلعات المشروعة لهذا الشعب الشقيق». كما جدد التأكيد على أن الجزائر «تقف على مسافة واحدة من الفرقاء الليبيين وتحثهم على الانخراط في مسار التسوية السياسية التي يزكيها الشعب الليبي من خلال استشارة واسعة بدعم من دول الجوار وبرعاية أممية «. وذكر بما أعلنه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, خلال انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا في مطلع السنة الجارية, حين أكد استعداد الجزائر لاحتضان لقاءات بين الاشقاء الليبيين لاستئناف العملية السياسية تحت رعاية الاممالمتحدة في ظل الاحترام التام للارادة السياسية للشعب الليبي. وأشار إلى احتضان الجزائر لاجتماع تشاوري لوزراء خارجية دول الجوار العربي-الافريقي «الجوار الكبير» في إطار آلية الحوار يوم 23 فبراير الفارط لبحث الازمة الليبية وإيجاد حل ينهي معاناة الشعب الليبي. وأكدت الجزائر خلال هذا الاجتماع على أهمية الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها ودعوة الفرقاء الليبيين للعودة إلى المسار السياسي برعاية الاممالمتحدة وانتهاج أسلوب الحوار الشامل كوسيلة لايجاد حل للازمة في ليبيا. وعن مسار التسوية للازمة الليبية ودور الجزائر في ذلك, أكد السيد بوقدوم - أمام الحاضرين من برلمانيين ورؤساء جامعات وأساتذة وإعلاميين- أن «كل الاطراف الليبية تطالب بتدخل الجزائر لان الجزائر - كما قال- «هي الدولة الوحيدة التي لم ترسل ولا سلاح ولا مرتزقة إلى ليبيا إذ بعثت برسالة أمل لكل الأطراف الليبية». الحل السلمي حتمي وأشار بالمناسبة إلى أن وقف إطلاق النار الذي حصل في شهر فبراير الماضي تم الاتفاق عليه في الجزائر بعد العمل الذي قام به رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, حيث كان هناك وعد بوقف إطلاق النار والبدء في العمل السياسي. وقال أن الطلب لمواصلة الجهود الجزائرية في حلحلة الازمة الليبية «لا يقتصر فقط على طرابلس وبنغازي بل من جميع الاطراف المعنية «, مؤكدا أن «مصلحة الجزائر هو استقرار ليبيا ووحدتها». وحذر وزير الشؤون الخارجية من أن «ما يجري من حرب بالوكالة في ليبيا يضر الليبيين أكثر», مضيفا أن «التدخل الخارجي أصبح مشكلا كبيرا فلو تركنا الليبيين لوحدهم بدعم سياسي لما طالت هذه الازمة بهذا الشكل» . وأكد في هذا الموضوع قائلا: «نرفض بشكل تام وقاطع أي تدخل أجنبي بليبيا», داعيا الى «ضرورة احترام حظر تدفق الاسلحة الى هذا البلد واحترام السيادة والقرار الليبيين» . ملف الذاكرة أولوية وهناك إرادة إيجابية من الرئيس الفرنسي كما أكد وزير الشؤون الخارجية, صبري بقدوم, في سياق آخر، أن ملف الذاكرة أولوية بالنسبة للجزائر وعلى رأس الملفات القائمة مع فرنسا, مشيرا إلى وجود «إرادة إيجابية» لدى الرئيس الفرنسي بشأن تسويته. وقال السيد بوقدوم, أن هناك «إرادة إيجابية لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص هذا الملف» ملفتا إلى أن «المرحلة القادمة ستكشف مدى حسن النية». وأعرب السيد بوقدوم عن أمله في «أن نكون شركاء مع فرنسا وليس فرقاء لأن ملف الذاكرة يسبق أي علاقات اقتصادية أو إنسانية والاعتراف بالضرر الذي لحق بالجزائريين جراء الاستعمار الفرنسي سيسهل الامور في المستقبل». وقال الوزير «لن ننسى أبدا ملف الذاكرة, وهذا لا يعني فقط استرجاع الرفات» مشيرا في هذا الإطار, إلى وجود «عمل تقني للتعرف على هوية جماجم الجزائريين الموجودة في فرنسا والتي لا نعلم عددها الحقيقي». وأضاف السيد بوقدوم أن هناك أيضا مسألة الأرشيف وكذا التفجيرات النووية التي قام بها الاستعمار الفرنسي في الجزائر, وهذه المسألة «مهمة جدا» مشيرا الى أن العلاقات مع فرنسا لها «طابع خاص بسبب التاريخ ووجود جالية جزائرية كبيرة وأشخاص لهم علاقة روحية مع الجزائر, ولهذا فإن التاريخ له وزن كبير في هذه العلاقات إلى حد اليوم».