تسجل الكثير من الصيدليات بالجزائر، ندرة كبيرة في قائمة الأدوية، تجاوزت ال 400 دواء أغلبها ضرورية، وغير معوضة بأدوية جنيسة فعالة، حسبما أكده لنا الصيادلة، وقد اشتكى العديد من المرضى ممن يعانون كثيرا، قبل التمكن من اقتناء قائمة الأدوية المدونة كاملة، ما يخلق لهم مشاكل حتى في عملية التعويض، لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كونهم لا يتمكنون من العثور على كامل الأدوية، لدى صيدلية واحدة ومن ثمة تعذر الحصول على التعويض الكامل، فيما تضاعفت قائمة الأدوية النادرة بالجزائر، خلال الأربعة أشهر الأخيرة، مع توقف الرحلات وتقليص الاستيراد، كون العديد من العلامات التجارية، وأنواع الأدوية كانت تدخل بطرق أخرى خارج الاستيراد المقنن، ومنها ما يعرف ب«الكابة» التي توقفت وتوقف معها تموين الصيدليات بمختلف الأدوية ما زاد من المشكل، وبالتالي من معاناة المرضى، ممن أصبحوا لا يجدون ما يحتاجونه من أدوية، خاصة أدوية الضغط الدموي والقلب والغدة الدرقية والكولون وغيرها، كما أن تعويض هذه الأدوية بأخرى، جنيسة حسب تصريح الصيادلة، ممن عملنا معهم قد يكون صعبا أو غير ممكن، أولا لكون المريض تعود على الدواء المفقود، وهو يثق في فعاليته يعرف أعراضه الجانبية غير المقلقة بالنسبة له، كما أن تغيير الدواء النادر بأخر "جنيس"، لا يكون ممكنا في جميع الحالات، لأن المنتوج المحلي لم يصل المستوى المطلوب، من حيث الكمية ليعوض المنتوج المستورد المحلي لا يكفي لتعويض المستورد وصرحت لنا في هذا الإطار ممثلة عن النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، السيدة توهامي والتي أكدت فعلا على وجود قائمة بأزيد من 400 دواء مفقود بالجزائر بأن المنتوج المحلي و رغم ما عرفه من تحسن في الجودة وتضاعف في الكمية، غير أنه لا يكفي في الوقت الحالي لتعويض المنتوج المستورد، وتلبية الطلب المتزايد كما أكدت بأن الأدوية المفقودة أغلبها هامة، ورئيسية في علاج العديد من الأمراض سواء المزمنة أو الموسمية، والتي يعاني المصابون منها، زيادة على المرض من نقص الأدوية، التي تعد حياتهم متعلقة بها على غرار مرضى القلب والسكري والغدد وغيرها، لاسيما وأن طريقة اللجوء إلى "الكابة" غير ممكنة في الوقت الحالي، لاقتناء هذه الأدوية أو طلبها من أقرباء بدول أخرى خاصة فرنسا. وهذا لتوقف جميع الرحلات، وهو ما بررت به ممثلة نقابة "سنابو" تضاعف المشكل وتزايد تعداد الأدوية المفقودة خلال فترة الحجر، وهذا منذ مارس الفارط وتطبيق قرار منع الرحلات الندرة تشمل عديد الأصناف الدوائية كما أن نقص الأدوية يشمل العديد من الأصناف الدوائية بين أقراص ومحاليل وحقن، وتأتي في صدارة الأدوية النادرة أدوية الضغط الدموي والقلب منها "السانتروم"، و«ايزوكات" زيادة على أدوية "الكولون"، وخاصة المحاليل المهدئة للآلام، وأدوية مرضى الغدة الدرقية مثل "الليفوتيروكس" إضافة لدواء "برامبيرون" حقنة و«ديبروستان" و«سيلاستان" حقنة، وأدوية الصرع ومنها "تيكريتول 400"، هذا ناهيك عن أدوية أمراض الكلى وبعض المضادات الحيوية للأطفال مثل "أوقمونتان" وبعض المكملات الغذائية والفيتامينات مثل أقراص فيتامين د3، كما تعرف العديد من أدوية أمراض العيون الندرة أيضا مثل "توبركس" وهو ما يجعل الأطباء أحيانا في حيرة من أمرهم، لصعوبة تقديم العلاج بأدوية غير متوفرة مع صعوبة تعويضها بالأدوية الجنيسة، التي قد لا تتلاءم مواصفاتها الطبية مع طبيعة الحالة المرضية أو لوجود أعراض جانبية، قد لا يتحملها المريض ويكون المشكل أكبر عندما يتعلق الأمر بمرض مزمن أو مرض خطير، ومنها المصابون بالسرطان فدواء "فانجيزون" مثلا المخصص لهذه الفئة لعلاج "الحر" غير متوفر اليوم، ومن ثمة فإن صناعة المنتجات الصيدلانية اليوم، وفي ظل هذه الظروف مع تقليص الاستيراد، وتوقف الرحلات تواجه تحديا صعبا بضرورة رفع الانتاج، وتنويع المنتجات وهو ما يتطلب توفير المزيد من التسهيلات لتشجيع المستثمرين، بشرط حصرهم في أهل الاختصاص مع العلم أن صناعة الأدوية في الجزائر عرفت مؤخرا انتعاشًا كبيرًا، خلال السنوات القليلة الماضية، إذ أصبحت السوق الجزائرية هدفا لكبريات شركات الأدوية العالمية، غير أنه ومع ذلك يبقى الإنتاج المحلي يكابد من أجل فرض نفسه أمام منافسة المنتجات المستوردة.