دق المختصون في الشأن الصحي بالجزائر ناقوس الخطر بعد أن بلغت ندرة الأدوية نسبة قياسية مقارنة بالسنوات الماضية بتسجيل قائمة أكثر من 100 دواء مفقود من رفوف الصيدليات، الأمر الذي جعل ملايين المرضى سيما المصابين بالأمراض المزمنة يعانون ويلات المرض في صمت ومنهم من يواجهون خطر تفاقم وضعهم الصحي وحتى الموت. الشيء الذي تؤكده الأرقام هو انخفاض في نسبة الواردات ب11.5 في السداسي الأول لسنة 2017، 888. 57 مليون دولار مقابل 999.4 خلال نفس الفترة من السنة الماضية، الانخفاض المسجل في الواردات والأرقام المصرح بها تعكس واقعا مريرا يعيشه المرضى يوميا بحثا عن أدوية غائبة عن رفوف الصيدليات تضع وضعهم الصحي على المحك رغم أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السابق عبد المالك بوضياف وعد بإصلاحات داخل القطاع وبسياسة ناجعة تقضي على ندرة الأدوية لكن الواقع يعكس غير ذلك. بينما الصيدلية المركزية للمستشفيات تشهد ندرة كبيرة في الأدوية الشيء الذي أقلق المواطنين من تدهور صحة مرضاهم رغم انتهاج الدولة لسياسة التصنيع والأولوية للأدوية الجنيسة التي لم تصل إلى المستوى المطلوب بتحقيق عقد النجاعة بينها وبين الوزارة، والسبب يعود إلى تعسف مستوردي الأدوية وتجار الجملة بانتهاج سياسة التحتيم، الشيء الذي فرض على الصيدلي التنازل عنها وسياسة "الكوطة" المنتهجة من طرف الوزارة الوصية في الدواء المستورد، وفي نفس السياق نسجل وفاة المرضى وهم ينتظرون دورهم للعلاج في المستشفيات في عدة اختصاصات لعدة أشهر، وعند وصولهم إلى الطبيب يقال لهم إن العلاج متوقف بسبب انعدام الدواء، يحدث هذا في الوقت الذي توزع فيه الأدوية الحساسة وغير الحساسة مجانا على المرضى في دول أفقر من الجزائر. وتكشف قائمة الأدوية النادرة عن ندرة حادة في نحو 10 أصناف دوائية حسب الخاصية العلاجية بما يعادل أكثر من 100 دواء بين أقراص ومحاليل وحقن، وتأتي في صدارة الأدوية النادرة أدوية الضغط الدموي والقلب منها "السانتروم"، "الدومات 250″، "افلوكارديل"، "الداكتازين"، "ايزوكات"، "بريتيراكس" "ديفوكسين" مشروب خاص بالأطفال المرضى بنقص عمل القلب "زيلوريك 300-100″، "اسبيرين" "كارديو". كما أصبحت حياة المرضى بالغدة الدرقية مهددة بالخطر بعد النقص الفادح في أقراص "الليفوتيروكس" كما لا يتوفر بسوق الدواء الجزائرية "برامبيرون حقنة "، "كيناكورت حقنة" "ديبروستان حقنة"، "سيلاستان حقنة"، "ديبوميدرول حقنة"، "ميدرول 16-4″، "ميتيوتريكسات"، "ديكزاميتازون حقنة"، فضلا عن أدوية الأمراض العقلية والصرع ومنها "تيكريتول 400، ديباكين مشروب، ليفوماد 200-250، لارغاكتيل أقراص، سارمونتيل، نوزينو أقراص، ترانكسان 5ملغ و10 ملغ. أما أقراص الكلى فيغيب"أن الفا 0.25و 1 ميكروغرام، جوزاسين مشروب، وايريبيزون، روفاميسين مشروب وحتى الأقمونتان للرضع واروكان مشروب وأقراص والزينات أقراص والاكوزاسيلين من المضادات الحيوية الخاصة بالأطفال والرضع ونفس الشيء بالنسبة للمكملات الغذائية والفيتامينات وأدوية الجهاز الهضمي التي تعرف ندرة كالسيوم أقراص فيتامين د3 ، كالبيروس وأدوية الانيميا زانيترا، تريفار اومبول، تريفار فول، تارديفيرون ب9، تارديفيرون 80، وحتى زانيترا بليس التي تصنع من طرف صيدال وفوسفاليجال أكياس، سباسفون حقنة، برامبيرون أقراص، ميتيوسباسميل، ميتيوكسان، روازا تحميلات، هالمانتوكس، نوباك، فوغالان مشروب، وبخصوص التحميلات الخاصة بأمراض النساء تعرف الصيدليات شحا في أدوية: تارجينون، كولبوسيبتين، كولبوتروفين. ولم تسلم من الندرة الدوائية أمراض العيون والأمراض الصدرية كالسعال وهما الإصابتان اللتان تفتقران على التوالي لأدوية توبركس، اتروبيم 01ملغ و0.5 ملغ والقائمة طويلة تصل إلى أكثر من 100 دواء مفقود.
الأطباء والصيادلة يطالبون بتفعيل الوكالة الوطنية للدواء ومن جهتهم الأطباء والصيادلة طالبوا بتفعيل الوكالة الوطنية للدواء التي صدر مرسوم رئاسي سنة 2008 يخص إنشاءها إلا أنها بقيت حبرا على ورق، الشيء الذي يعتبره الجميع مشروعا جد هام فهاته الوكالة ستفتح أبوابا للحد من أزمة الأدوية المتواجدة بمختلف ربوع الوطن بوضع تخطيط دقيق لتوزيع الأدوية، خاصة وأن هذا المشروع يعتبر دائما من التوصيات التي يخرج بها الصيادلة بعد كل الأيام الصيدلانية والورشات التي تقام من أجل وضع حد لندرة الأدوية بالجزائر. _________________________ الأدوية متوفرة وبالمجان في دول أفقر من الجزائر وفي نفس السياق نسجل وفاة المرضى وهم ينتظرون دورهم للعلاج في المستشفيات في عدة اختصاصات لعدة أشهر، خاصة اختصاصات الجراحة وطب العيون، وعند وصولهم إلى الطبيب يقال لهم إن العلاج متوقف بسبب انعدام الدواء يحدث هذا في الوقت الذي توزع فيه الأدوية الحساسة وغير الحساسة مجانا على المرضى في دول أفقر من الجزائر. حيث بلغ الأمر بالجزائر إلى انعدام دواء "السانتروم" و"افلوكارديل" و"الديسينون حقنة". ____________________________________ الطبيب النقابي مصطفى بن يخلف ل"الحوار": أدوية غائبة كدواء "السانتروم" الذي لا يعوضه دواء آخر أكد الطبيب النقابي مصطفى بن يخلف أن الأطباء في الجزائر باتوا بين المطرقة والسندان خاصة بعد انقطاع بعض الأدوية مثل دواء "السانتروم" الذي لا يعوضه دواء آخر، حيث لم يجدوا طريقة أخرى لعلاج المرضى، مع العلم أن دواء "السانتروم" يقاوم تخثر الدم الذي يؤدي إلى الموت الحتمي والطبيب لم يعد له الخيار في وصف الأدوية خاصة بعد أن وجد المريض نفسه في حلقة مفرغة، والتنقل من صيدلية لأخرى من أجل حقنة أو أقراص أو دواء آخر الشيء الذي قد يزيد في تأزم حالته.
"الكابة" تعوض وزارة الصحة ولوبيات تصنع الندرة أكد العديد من الصيادلة للحوار أن العديد من الأدوية مفقودة في الجزائر منذ سنوات طويلة أهمها أدوية خاصة بمرضى السرطان والتي بدأت تسجل الندرة في بعضها منذ سنة 2008 ومع الأسف لم تستطع الأطراف الوصية توفيرها إلى يومنا هذا وهو ما يجعل العديد من مرضى السرطان يتألمون في صمت ويموت العديد منهم دون تمكنهم من تحصيل الدواء، وهو الأمر الذي جعل العديد من المرضى يعتمدون على تجار الكابة من أجل الحصول على الأدوية التي يريدونها وهو الأمر الذي يجعلهم يدفعون مبالغ طائلة من أجل علبة دواء واحدة.
للحد من الندرة وتقليص فاتورة الاستيراد الظروف ملائمة لتطوير الصناعة الصيدلانية بالجزائر تحسنت ظروف العمل في الصناعة الصيدلانية في الجزائر في السنوات الأخيرة خاصة بعد قانون المالية الجديد الذي حمل معه كل التسهيلات للمستثمر في هذا المجال من أجل تقليص فاتورة الاستيراد والقضاء على ندرة الأدوية، كما فتح منتدى رؤساء المؤسسات المجال كذلك للاستثمار في الصناعة الصيدلانية، وأكد رئيسه في العديد من المناسبات على تقديم الدعم لفائدة المستثمرين الشباب الراغبين في المساهمة بأفكارهم وكفاءاتهم في تجسيد المشاريع الصيدلانية وخاصة مشروع الشراكة بين المؤسسة الجزائرية "سيال فرام " والأمريكية "فاريان ميدكل سيستمز" في مجال الصناعة الصيدلانية ومرافقة المخطط الوطني لمكافحة السرطان.