تشهد الجزائر منذ عدة سنوات ندرة في أدوية عديدة أغلبها يتعلق بمعالجة أمراض مزمنة وهو ما جعل شريحة واسعة تعاني الأمرين على غرار السيدات المريضات بالغدة الدرقية اللاتي أصبحن محرومات من الحمل بسبب عدم توفر دواء هام يضمن سلامتهن وسلامة الجنين في حال حملهن. ونبه أحد الأطباء المختصين في أمراض النساء والتوليد بولاية عنابة جريدة «آخر ساعة» إلى الحالة الحرجة التي تعيش فيها السيدات المرضى بالغدة الدرقية في الجزائر، فهن يعشن تهديد حقيقي لحياتهم وذلك في حال حملهم بالنظر لعدم توفر دواء «باسدين –Basdène« منذ حوالي السنتين أو أكثر، لافتا إلى أن هذا الدواء هاما جدا لكونه الوحيد من نوعه الذي يمكن للمريضة المصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية استعماله بأمان أثناء الحمل، ووفقا للمصدر فإن التجارب أثبت أن جميع الأدوية المشابهة لهذا الدواء والتي يفترض أنها يمكن أن تعوضه في حال فقدانه في سوق الأدوية تشكل خطرا كبيرا على الجنين من خلال إصابته بتشوهات خلقية بعكس دواء» باسدين» الذي يضمن نمو الجنين وولادته في كامل صحته، كما أن عدم توفر الدواء المذكور يشكل خطرا أيضا على حياة الأم الحامل المصابة بفرط في نشاط الغدة الدرقية، لأنها إذا توقفت عن تناول الدواء المشابه لدواء «باسدين» خوفا من تشوه جنينها فإن نتيجة ذلك قد تصل إلى تعقيدات خطيرة على حالتها الصحية وبالتالي هي تكون في هذه الحالة بين المطرقة والسندان يقول المصدر الذي أوضح بخصوص الحل لمثل هذه الوضعية المعقدة هو إجبار المريضات بفرط نشاط الغدة الدرقية بتعاطي حبوب منع الحل وغيرها من الطرق التي تساعد على تفادي الحمل، إلا في حال كانت لدى السيدة المريضة القدرة على جلب دواء «باسدين» الذي يعد الوحيد المسموح به أثناء الحمل من خارج الجزائر، رغم أن هذا الأمر ممنوع قانونا، إلا أن الطبيب أكد بأن وقوف الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الصحة متفرجة أمام هذا الوضع الذي يهدد حياة العشرات بل المئات من النسوة –حسبه- يحتم المريض اللجوء إلى طرق غير قانونية للمحافظة على حياته وتحقيق حلم الإنجاب، مؤكدا بأن الأطباء تعبوا على مدار أشهر طويلة من دق ناقوس الخطر بخصوص هذا الموضوع. نائب رئيس نقابة الصيادلة الخواص: «الوزارة على علم بالقضية ولكن الوضع لم يتغير» في سياق ذي صلة، أكد زفيزف عبد الحق نائب رئيس نقابة الصيادلة الخواص في تصريح ل «آخر ساعة» أن وزارة الصحة على علم بعدم توفر دواء «باسدين» في الجزائر ورغم ذلك فإن الوضع لم يتغير وذلك بسبب تعاقب عدة وزراء على الوزارة المذكورة في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى الإجراءات المعقدة في المعاملات الإدارية، حيث قال المتحدث: «دواء باسدين مفقود في الجزائر منذ قرابة عامين، لذا فإن الأطباء توقفوا عن وصفه للمرضى، خصوصا وأنه لا يوجد دواء جنيس له في الجزائر، حيث أن توفيره يكون من خلال استيراده فقط»، وأضاف: «خلية اليقظة (تضم النقابة الوطنية للصيادلة الخواص ومختلف متعاملي قطاع الدواء من منتجين ومستوردين وموزعين) تضع شهريا على طاولة وزارة الصحة قائمة محينة بأسماء الأدوية المفقودة وأخرى خاصة بالأدوية المتوفرة بكميات قليلة، حيث يصل العدد الإجمالي حاليا إلى 230 دواء بين مفقود وغير متوفر بكثرة، في كل مرة تتخذ وزارة الصحة جملة من الإجراءات على غرار إصدار رخص استيراد ولكن في كل مرة يتغير وزير نعود إلى نقطة الصفر وننتظر إصدار رخص جديدة التي يجب انتظار بعد إصدارها حوالي ستة أشهر لإكمال الإجراءات الإدارية المعقدة والقيام عمليا باستيراد الأدوية»، هذا وختم بالقول: «دواء باسدين في غاية الأهمية ولذا فإن من واجب الدولة توفيره للمرضى، فمادام الدواء مفقود في الصيدليات وليس لدى الموزعين فذلك يستدعي دق ناقوس الخطر، لقد سجلنا مؤخرا تحسنا طفيفا بفضل الأدوية الجنيسة ولكن الوضع ما يزال سيء».