احذر أن تزرع لك خصوما لا تعرفهم !!! وللأسف الشديد الكثير منا يفعل ذلك ! يقول الله عز وجل: «وتحسبونَه هيناً وهوعند الله عظيم « وقد تسأل فتقول وهل يزرع العبد خصومه ؟؟؟ فأجيب للأسف نعم إننا نزرع خصومنا (خصومنا الذين لا نعرفهم) ● يقول الله تعالى في كتابه الحكيم : «إنّك ميت وإنهم ميّتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون» في خضم الحياة وأنت تحرص لتحصيل حقوقك ، والسعي على معاشك تحصل لك أمور تغفل عنها ، و لا تُلقِ لها بالا.. .ولكنك لا تلبث أن تمضي إلى الدار ألآخرة ثم ستجدها أمامك. ● تصور،، وأنت تُحاسب يوم القيامة يظهر لك خصوم !!! أنت لا تعرفهم، ولم ترهم، ولم تتعامل معهم، ولم تلتق بهم أبدا، ولكنهم يقفون أمامك يوم القيامة يطالبونك بحقوقهم ، ويخاصمونك أمام الله، بل وسيأخذون من حسناتك ، ويُحمِّلونك من أوزارهم. وأنت قد تكون في أشد الحاجة لحسنةٍ واحدة ترجح بها موازينك،، ليغفر الله لك بها. ولكن !!!! يظهر أمامك هؤلاء الخصوم فجأة يطالبون بحقوقهم ! فمن هم هؤلاء الخصوم الذين لم نلق لهم بالا في الدنيا.؟؟؟؟؟؟ وكيف أصبحوا خصوماً لنا ؟؟؟؟ ● راجع نفسك بهدوء وروية ! وسجل عدد خصومك.... حاول أن تُسعدهم ... كم من شخص خاصمت ؟ ▪مثلا وأنت تقود سيارتك ! يعترضك شخص ما بقصد أو بدون قصد،، فتغضب منه، وتشتمه ،وتمضي، سمعك هو أم لم يسمعك !!! لكن قد سمعك الله تعالى ! وسجلت ذلك ملائكة الرحمان! وأصبح خصماً لك يوم القيامة، وأنت لا تعرفه. بربّك كن صادقا مع نفسك وقل كم خصما أصبح لك حتى الآن ؟؟؟؟ ● وكم مرة رأيت شخصا لا تعرفه في الشارع ، فعلقت عليه أمام من معك ؟؟؟ علقت على لبسه، أو شكله ، أو هيئته،أو كلامه، أو على تصرف قام به ،، وسُجِّلت عليك غيبة لشخص سيكون خصيما لك يوم القيامة وأنت لا تعرفه. ● وكم مرة تشاجرت مع شخص ما،، فشتمت أمه، أو أباه، أو أهله !!! وسيكون هؤلاء كلهم خصوما لك يوم القيامة، وأنت لا تعرفهم. ● وكم مرة وأنت في حوار مع شخص ما،، وتحدثتم في أمور أحد البلدان، فقلت عن أهل ذلك البلد مثلا : _الشعب المصري كذا ، أو الشعب السعودي كذا، أو الشعب البنغالي كذا ،أو بني فلان كذا .... ولم يَدُر في بالك ساعتها أنّك ستقف خصمهم فردا فردا لكل ذلك الشعب أو تلك الأمة من الناس،، أمام الله يوم القيامة !!! لا لشيء إلا لأنك شملتهم بتعييرك ، اوبسبك ، أو بغيبتك، أو بقذفك ، أو بشتمك، وأنت لا تعرفهم . قد تغيب عنك مثل هذه المواقف الآن ! ذلك لأنك تراها هيّنة، فلا تلق لها بالا !!! ● تصور،، أن يكون «شعب كامل»، خصما لك أمام الله يوم القيامة، بسبب كلمة تفوَّهت بها ولم تلق لها بالا، قال الله تعالى :«وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم» واسمع رَسُولَ اللَّهِ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى الْجَمَّاءُ تقتص مِنْ الْقَرْنَاءِ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ » (رواه أحمد). إنّ العبد ليجيء يوم القيامة، بأمثال الجبال من الطاعات، ومن الحسنات ، فيرى أنهن سينجينه ، من العذاب، فما يزال عبد يجيء فيقول: رب إنّ فلاناً ظلمني بمظلمة، فيقول: أمح حسناته. هذا هو الإفلاس الحقيقي الذي لا يحسب الناس له حسابا قال صلى الله عليه وسلم :»أتدرون من المفلس ؟؟؟ قلنا المفلس فينا من لا مال له ولا متاع !!» فقال المفلس من يأتي يوم القيامة............》 ● فأنظر !!! كم خصما،، سيأتي يوم القيامة ليقتص منك، ويأخذ من حسناتك؟ ●وعليه : فإن غضبت، وزلّ لسانك ، فشتمت أحدا، أو قذفته، فعجل بالإستغفار، لك ثم له، وقل:- « اللهم اغفر لي ولأخي» وادع له ولأهله، فإنّ الحسنات يذهبن السيئات، واندم، واستغفر، وتب إلى الله تعالى ، ● رب أغفر لي ولوالدي، ولمن لهم حق علي، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.* اللهم اغفر لي ولكل من سببته أو شتمته او علقت عليه بكلمة أو نظرة،أو إشارة. اللهم نبهنا لأخطائنا، وهفواتنا ،وظلمنا، وعدواننا. وارزقنا التوبة من ذلك كله، واعصمنا من ذلك كله فيما بقي من أعمارنا.فلا عاصم إلا الله.